لو كان لي أن أمنح منحة الانتاجية لكانت من نصيب جماعة «الشنقالة».. تلك التي اخترعت سير السيارات بعجلتين فقط.. اللّهمّ لا حسد ولكن عزم جماعة الشنقالة وتفانيهم وسرعة «شنقلة» السيارات التي تقبض عليها متلبّسة بالركون في مكان ممنوع تجعلك تشعر بالسعادة والانشراح وأنت تدفع.. دفع اللّه ما كان أعظم.. أكثر ضحايا الشنقالة هي السيارات الشعبية.. تلك التي مازالت قيد الرّهن عند البنك أو صندوق التقاعد.. تلك التي سينتهي عمرها الافتراضي وتنتقل الى جوارربّها قبل أن ينتهي دفع أقساطها.. هذه السيارات لا تحتمل العنف والطريقة التي تحضنها بها «الشنقالة» توجع القلب.. ومنافية لحقوق.. الموظف المسكين «يجري على الخبزة» وهذا في حدّ ذاته عمل شاق فما بالك إذا اضطرّ للجري خلف «الشنقالة» متوسلا.. وإذا رفضوا وطبقوا القانون «بحذافره» فهذا يعني يومين من العمل دون أجر.. «الشنقالة» لا تعرف الراحة.. حتى في الليل تشتغل.. آخر مرّة شاهدتها تجرّ سيارة شعبية بعد الساعة العاشرة.. وخلف الموكب المهيب كان صاحبها يمشي ببطء الذي أسلم أمره كان يمسك بطفل بيده اليسرى وفي اليمنى «كورنو قلاص».. الرجل منّى نفسه بنزهة رفقة طفله فوجد نفسه في «الفوريار».. صحيح أن حركة المرور في العاصمة صارت عسيرة.. وصحيح أيضا أن احترام القانون ييسّر على الجميع حركة التنقل بقدر ما يزيد في مداخيل أصحاب المرابض الخاصة.. فهولاء يحسبونها بالساعة.. وصحيح أيضا أن «الشنقالة» تبالغ أيضا في تطبيق القانون على طريقتها صباحا ومساء وليلا وحتى في الأنهج البعيدة عن قلب العاصمة والتي تكون فيها الحركة شبه معدومة. هل أن الهدف هو ضمان سيلان المرور أم القبض على أكثر ما يمكن من السيارات وبأسرع وقت حتى وإن كان صاحبها حذوها وقد خرج لتوّه من الصيدلية..؟ لماذا ترفع السيارة آليا من مكانها وتجرّ إلى «الفوريار»؟ أليس هناك كما هو الحال في البلدان المتقدمة امكانية فرض خطايا معقولة على المخالفين ولكن لا ترفع إلا السيارات التي تعطل المرور فعلا.. والآن ما رأي القناصة؟!