باهي الصّيف.. فصل «التزمير».. أعراس.. أعراس.. أعراس.. باهي الصّيف فصل استفحال ظاهرة الكراء.. كراء قاعات الأفراح.. كراء الغرفة.. كراء ثوب الزفاف.. كراء كاميرا فيديو.. كراء السيارة الشرفية التي تقلّ العروسين.. زواج بالكمبيالات.. وأهم ما في حفل الزفاف الصور.. باهي الصيف.. إلا في الطرقات.. مجانين الاسفلت الساخن لا يعترفون بالقانون.. وإذا رأيت سيارة «مكرية» وفق رقمها الأزرق فاقرأ سورة ياسين.. في الصّيف هناك من يكري غرفة في نزل.. والحال أن بيته لا يبعد عن البحر.. الآخرون ليسوا أفضل منه.. يكري ويده على قلبه لأنه لا يأمن على بيته من أبناء الحرام.. ظاهرة الكراء ليست عيبا على ما يبدو.. حتى مهرجان قرطاج خضع لنفس الموضة.. ثم ما العيب ونحن نرى دولا بمالها تتحول الى قواعد عسكرية على وجه الكراء.. المهم هو أن يكون فسخ العقد بيد المالك.. على الشواطئ تطورت بضاعة جديدة اسمها «الظل».. نعم بإمكانك أن تكتري مترا من الظل مقابل بضعة دنانير.. وهذا أفضل من ضربة شمس حامية. غريب أمر البشر.. في الصيف يبذل جهدا ويصرف مالا بحثا عن منطقة ظل وفي الشتاء يصرف جهدا ومالا بحثا عن مكان تحت الشمس.. باهي الصيف ولكن جحيم حركة المرور لا يطاق.. ومادام جماعة «الشنقالة» يشتغلون 24 ساعة على 24 فإن كراء مكان توقف فيه سيارتك يصبح قضية حياة أو «فوريار».. ويبقى السؤال كيف يرتاح الإنسان وهل بالامكان كراء مكان فيه هدوء وصمت وليس فيه مرور وسطوح أعراس ووجع الرّاس.. نعم هناك مكان فيه كل هذه المواصفات ولكن تكاليف السفر باهضة جدا.. لأن المكان يوجد في المريخ..