كانت العلاقات التونسية الفرنسية وكذلك البعد الأوروبي المتوسطي لهذه العلاقات إلى جانب قضايا الساعة محاور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس للسيد ميشال بارنيي وزير الشؤون الخارجية الفرنسي الذي عبّر عن بالغ سعادته وتشرفه بلقائه شخصيا ولأول مرة الرئيس زين العابدين بن علي وبما ساد هذه المقابلة من مشاعر ودية. وأضاف قوله «لقد نقلت للرئيس زين العابدين بن علي رسالة مودة وتقدير من رئيس الجمهورية الفرنسية الرئيس جاك شيراك الذي سيسعد جدا مثله مثل كل الفرنسيين بالزيارة التي سيؤديها سيادة الرئيس إلى فرنسا من جديد وبالتحديد إلى مدينة تولون يوم 15 أوت المقبل بمناسبة الاحتفالات بذكرى انزال قوات الحلفاء بجنوب فرنسا. وقد نقلت في هذا الصدد للرئيس زين العابدين بن علي شكر الرئيس الفرنسي على تلبيته الدعوة للمشاركة في احياء هذه الذكرى». كما أعرب عن بالغ سعادة فرنسا بأن يكون هذا الاحتفال مناسبة لتوجيه تحية اكبار للجنود التونسيين الذين ضحوا من أجل تحرير فرنسا وساهموا كذلك في تحرير أوروبا. وبيّن وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أن المحادثة كانت مناسبة لتقييم مدى التطوّر النوعي الذي شهدته العلاقات التونسية الفرنسية منذ زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية في ديسمبر الماضي إلى تونس والتجسيم الفعلي لاتفاقيات التعاون الثنائي في عديد الميادين. وأبرز في هذا الخصوص الأهمية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للمشاريع المتصلة بالخصوص بالسكن الاجتماعي وبرامج التعاون في الميدان الصحي مؤكدا المستوى الطيب لهذا التعاون والذي سيشهد مزيدا من الحركية في السنوات المقبلة. كما أكد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أهمية البعد الأورومتوسطي للتعاون التونسي الفرنسي مبرزا أهمية اعطاء انطلاقة جديدة للتعاون بين ضفتي المتوسط عبر مسار برشلونة. وأشار في هذا الصدد إلى عزم تونسوفرنسا على الاسهام في تحقيق الدفع المطلوب لهذا المسار وللحوار بين الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية. ولاحظ من جهة أخرى أن تونسوفرنسا مهتمتان بالقضايا والأزمات القائمة في افريقيا والشرق الأوسط ولا سيما النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والأزمة العراقية وقال في هذا الصدد «ندرك جيدا التزام تونس والرئيس زين العابدين بن علي شخصيا على رأس الجامعة العربية والدور الهام جدا الذي ستواصل تونس القيام به مع البلدان الأوروبية وشركاء آخرين في اطار الأممالمتحدة للمساهمة في ايجاد الحلول السياسية التي تعتبر وحدها الكفيلة بوضع حد لهذه المآسي والأزمات». وحضر اللقاء وزير الشؤون الخارجية وسفير فرنسابتونس.