كشف أحد كبار المهندسين المصريين الذي يعملون في بناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع قطاع غزة أن هناك اشرافا أمريكيا كاملا من مهندسين يعملون في الجيش الأمريكي على بناء الجدار وأن عملية البناء بدأت فعليا منذ ثلاثة أشهر وسط حراسة أمنية مشددة، بعد 6 أشهر من التخطيط. وقال المهندس الذي رفض الافصاح عن اسمه انه تم عقد اجتماع مع عدد من الشخصيات الأمنية والهندسية في الحكومة اضافة الى عدد من المهندسين الأمريكيين الذي كانوا يكشفون عن عمليات حفر الأنفاق منذ العام الماضي وقالوا ان التربة على الحدود المصرية تتأثر من تزايد عدد الأنفاق لذلك كان من الضروري حسب زعمهم البدء في بناء جدار يحد من حفر الانفاق وذلك عبر حيطان فولاذية في باطن الأرض. وأكد المهندس انه حتى الآن تم بناء ما يقرب من خمسة كيلومترات على طول الحدود على محور صلاح الدين وأن طول المحور 10 كم، اي انه تم غرس الحيطان الحديدية في الأرض فيما يقرب من نصف المحور. وأشار الى أن الجدار يغرس على عمق 20-30 م، ويتكون من صفائح حديدية صلبة طول الواحدة منها 18 م وسمكها 50 صم مزود بمجسات تنبه الى محاولات خرقه. وحول وضع قنوات لمياه البحر في باطن الأرض قال المهندس أن هذا الأمر حقيقي فهناك قناة رئيسية ضخمة تمتد من البحر غربا بطول 10 كم باتجاه الشرق تتفرع منها قنوات في باطن الأرض مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني يفصل بين القناة والأخرى 30 أو 40 مترا حيث تضخ المياه في القناة الرئيسية من البحر مباشرة ومن ثم الى القنوات الفرعية في باطن الأرض. وأكد المهندس ان غالبية العاملين في مشروع الجدار على قناعة بانهم يقومون بعمل وطني لحماية الأراضي المصرية لأن الأنفاق التي تستخدم لنقل البضائع وتصديرها الى غزة تستخدم ايضا في تسريب خلايا «ارهابية» من غزة الى مصر، على حد تعبيره. كما أكد أن عمليات الحفر والبناء مستمرة في الجدار ولم تتوقف في أي وقت وأنها مستمرة حتى الآن وأن ما يدور في وسائل الإعلام لا تلتفت اليه اي من الجهات المسؤولة عن البناء وأن البناء هو قرار سيادي وسياسي لا نقاش فيه حسب قوله. وتأتي هذه «القنبلة» بعد أيام قليلة من «قنبلة» أخرى فجرتها صحيفة «الوفد» المصرية المعارضة في عددها الصادر الأحد الماضي بكشفها الحصول على مستندات تؤكد، ان الجدار الفولاذي، يتم بناؤه على نفقة الحكومة المصرية. وقد أعلنت مصادر فلسطينية أمس ان السلطات المصرية فجرت ثلاثة أنفاق للتهريب على الحدود المصرية مع قطاع غزة. وذكرت مصادر مقربة من حركة «حماس» أن أحد الأنفاق التي تم تفجيرها يقع بالقرب من بوابة صلاح الدين والثاني في منطقة البرازيل في حين يقع الثالث غرب معبر رفح. وقالت المصادر ان الانفجارات لم تسفر عن وقوع اصابات في صفوف العاملين في هذه الأنفاق بعد أن تم تحذيرهم.