أكدت مصادر فلسطينية وعربية أن اتفاق المصالحة بين «فتح» و«حماس» في مرحلته الأخيرة سيرى النور قريبا بعد الزيارتين اللتين قام بهما كل من رئيس السلطة محمود عباس إلى القاهرة ورئيس المكتب السياسي ل«حماس» خالد مشعل إلى الرياض. وذكرت المصادر أن الزيارة المفاجئة التي قام بها مشعل إلى الرياض ليست أمرا عاديا وإنما تحمل دلالات في غاية الأهمية يأتي في مقدمتها أنها تنهي الفتور القائم بين الرياض و«حماس» منذ عام 2007. جهد سعودي وقالت المصادر ذاتها إن زيارة مشعل التي تعدّ الأولى من نوعها إلى السعودية منذ توقيع اتفاق مكّة تدلّل على وجود جهد سعودي لمدّ غصن زيتون إلى «حماس» التي طالما أغضبت الرياضوالقاهرة بسبب تقاربها مع إيران بل ان هذه الزيارة قد تكون بحسب المصادر ذاتها بداية لاحتواء «حماس» ضمن الحضن العربي مجددا وإبعادها عن طهران. وأضافت المصادر أن التصريحات التي صدرت عن مشعل بعد اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ترجح أن الحركة في طريقها للتجاوب مع التحركات السعودية والمصرية بشأن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وكان خالد مشعل قد أعلن أن «حماس» وصلت إلى المراحل النهائية لانجاز جهود المصالحة مع حركة «فتح». وأضاف في تصريحات صحفية له «لقد خطونا خطوات كبيرة في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية ونحن الآن في المراحل النهائية». وتابع قائلا: «نأمل أن تلعب الرياض إلى جانب القاهرة والدول العربية الأخرى دورا مميزا في مساعدتنا أولا في رعاية جهود المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني وتشجيع العرب على مواجهة الحكومة الاسرائيلية المتطرفة». ذريعة.. الانقسام وفي السياق ذاته ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن العاهل السعودي عبد اللّه بن عبد العزيز طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار الرياض الشهر الماضي ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني. وشدّد الملك عبد اللّه بن عبد العزيز خلال اجتماعه مع عباس على أن ذريعة الانقسام الفلسطيني يجب انتزاعها من اسرائيل التي تتذرع بها للتهرّب من الضغوط الأمريكية لاستئناف عملية السلام مع السلطة بقيادة عباس.. وكان عباس قد وصل أول أمس إلى القاهرة بالتزامن مع زيارة مشعل للرياض في مستهل جولة تشمل كذلك قطر والكويت وأيضا تركيا.. وقد التقى عباس أمس الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ لمناقشة «تطورات مهمة حول المصالحة وجهود احياء محادثات السلام، وفق ما أعلنه نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية».