لا جدال في أن روعة الحصاد تأتي من روعة الزرع وهذا ينطبق على الحقل الرياضي عندنا، ومجرد نظرة بسيطة على الحصيلة التونسية في الالعاب الافريقية الأخيرة نتأكد انها كانت باهرة وجاءت لتشبع «النهم التونسي» للميداليات ومنصات التتويج. .. ودائما من نظرة بسيطة على الحصيلة العامة لنتأكد اضافة الى انها جاءت الأفضل على مستوى المشاركة فإنها كانت حصيلة مستهدفة تنم عن ذوق في الاختيارات بعد ان ولى عهد «المشاركة لمجرد المشاركة» أو ان تكون المشاركة تحت شعار «الكثرة وقلة البركة».. فالرياضيون التونسيون الذين شدّوا الرحال الى نيجيريا لم يتجاوز عددهم ال85 نفرا.. أما الميداليات فكان عددها الجملي 89 يعني ان المعدل يفوق ميدالية لكل رياضي وهو رقم يصعب تحطيمه مقارنة بعدد المجازين في تونس وخاصة بجيوش المنافسين ويكفي فقط ان نذكر بأن الجزائر مثلا شاركت ب300 رياضي فيما فاقت نسبة المشاركة بالنسبة لبعض البلدان ال400 وال500 رياضي لنتوقف قولا وفعلا عن الانجاز التونسي غير المسبوق والذي يبرهن مرة أخرى على شفافية الاختيارات الفنية والبشرية وقيمة العمل المحدث من قلب وزارة الاشراف التي ما فتئت تبرهن مع اطلالة كل موعد رياضي حسن برمجتها وسهرها على مختلف المراحل التحضيرية لأي منتخب وأي رياضة ديدنها في ذلك سياسة الدولة في هذا المجال حتى أصبحت تونس قبلة للشباب العالمي وأضحت التجربة التونسية في المجال الرياضي نموذجا لبعض البلدان الصديقة والشقيقة لما فيها من حسن تخطيط وتقدير لكل خطوة من خطوات النجاح. المركز الخامس من جملة 53 دولة جاؤوا الى نيجيريا باحثين عن الذهب لا يمكن بأي حال ان يحجب تراجع بعض الرياضات مثل الملاكمة التي كانت دوما سباقة لتهدي تونس الميداليات بالجملة ولو ب»البونة» لكن اجمالا حققت المشاركة التونسية قفزة نوعية من حيث قيمة الانتاج (30 ذهبية + 29 فضية و30 برونزية) وخاصة من حيث قيمة العرق المقدم في سبيل اعلاء راية الوطن وهو عرق يقيم الدليل على ان الرغبة متواصلة على جميع المستويات لتكون تونس دوما في مقدمة الأمم الرياضية على الصعيد القاري والاقليمي بعد ان لامست رياضيتنا الفضاء العالمي بامتياز.