حذّر خبراء ومحلّلون من أن الولاياتالمتحدة ستواجه صعوبات في التعامل مع تنظيم «القاعدة» في اليمن وأنه يجب عليها ان تتصرف بحذر إذا أرادت تجنب توسيع نطاق جاذبية «القاعدة» عن غير قصد في بلد يعاني من الفقر والفساد والصراع. وقد حثّت محاولة التفجير الفاشلة لاحدى الطائرات الامريكية في موفى الشهر الماضي والتي أعلن جناح تنظيم «القاعدة» في اليمن مسؤوليته عنها، واشنطن على المسارعة بتقديم المزيد من المساعدات الى حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في اطار ما تسميه واشنطن «مكافحة الارهاب». وقال المحلل اليمني عبد الغني الإرياني إن «الدور الأمني الأمريكي الأكبر سيتسبب في ارتفاع معدلات التجنيد الذي يقوم به تنظيم القاعدة». وأضاف: «قد يحدث الكثير من الأشياء السيئة»، مستشهدا بحالة الغضب المناهضة للولايات المتحدة والتي ولدتها الصور القادمة من حرب العراق لجندي أمريكي يضع حذاءه فوق رقبة أحد المدنيين العراقيين.ويقر مسؤولون يمنيون بالحاجة إلى مساعدة الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب المضاد، بيد أنهم يقولون إن الحكومة أيضا ينقصها الموارد اللازمة لمعالجة مشكلة الفقر التي توسع من نطاق تجنيد القاعدة لعناصر جديدة. وتقوم الولاياتالمتحدة سرا بإمداد القوات المسلحة اليمنية بمعدات عسكرية ومعلومات استخباراتية وتدريبات وذلك لمساعدتها على القضاء على المسلحين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بما في ذلك العديد من المعتقلين الذين أطلق سراحهم من سجن غوانتانامو وعادوا إلى العمل من أجل قضيتهم. وقال الإرياني إن «مساندة حكومة علي عبد الله صالح نتيجة ثانوية حتمية لهذه الحملة» الأمريكية. وأضاف: «سيؤدي ذلك إلى استمرار نفس العادات السيئة التي ورطتنا في هذه الفوضى في بداية الأمر وسوف يؤدي ذلك إلى استمرار نفس الممارسات الخاطئة التي تعد في المقام الأول سبب في هذه الفوضى». وتَبنّى مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن اسمه، وجهة نظر عملية تتعلق بالرئيس صالح، وقال المسؤول: «يتعين علينا فعل كل ما بوسعنا، وأن نجعله يلتزم بتعهداته والتأكد من أننا نتمتع برقابة ونضمن أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، وأنه لا توجد أي مشاكل صغيرة». كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن «الوقت قد حان كي يوضح المجتمع الدولي لليمن أن هناك طموحات وشروطا بشأن دعمنا المتواصل للحكومة بحيث يمكنهم اتخاذ تحركات لها فرص أفضل لتحقيق هذا السلام والاستقرار». ولا يوجد للولايات المتحدة رغبة للدخول في حرب جديدة في اليمن، والتي تعد، حسبما قالت جيني هيل من معهد تشاثام للأبحاث في لندن، بيئة أكثر حساسية من العراق وأفغانستان نظرا إلى قربها من المملكة العربية السعودية وتحديدا من مكةالمكرمة. وأضافت أن «الحكومة اليمنية كانت ستواجه موقفا صعبا للغاية إذا ما قرر الغرب الدفع بقوات في الميدان بأي أعداد». ومن الممكن أيضا أن تشكل البدائل، مثل ضربات جوية لطائرات أمريكية دون طيار أو استخدام وحدات قوات خاصة لإرباك «القاعدة»، حساسية سياسية، وخاصة إذا سقط ضحايا من جانب المدنيين. وحتى الآن اقترح «البنتاغون» زيادة المساعدات المقدمة للعمليات العلنية لمكافحة الإرهاب والتي تبلغ 67 مليون دولار، وهو الرقم الذي لا يشمل برامج سرية تديرها القوات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حسب ما ذكر مسؤولون أمريكيون. وقد أعلن مصدر أمني يمني أمس انه تم القاء القبض على أحد القادة المحليين لتنظيم «القاعدة» في شمال العاصمة صنعاء. من جهة أخرى أعادت سفارتا فرنسا وبريطانيا أمس فتح أبوابهما بعد أن أغلقتا بسبب المخاوف من تهديدات «القاعدة».