سجّل شهر ديسمبر الماضي وبداية جانفي الجاري درجات حرارة قصوى تجاوزت المعدل العادي وفقا للمعطيات المناخية لشهري ديسمبر وجانفي. هذه الدرجات وصفها مختصون بالاستثنائية وقال عنها أستاذ علم المناخ بجامعة طوكيو السيد «طوشيو كواك» عضو اللجنة الدولية للتغيّرات المناخية إنها «تبدو غير عادية وقد تحتاج الى تحليل دقيق لفهمها». السيد «طوشيو كواك» يزور تونس للمرة الثالثة على التوالي في نفس الشهر من كل سنة اذ كانت أول زيارة له في جانفي 2005 ثم جانفي 2009 وجانفي 2010. وقد سمحت له هذه الزيارات المتكررة حسب ما ذكره ل «الشروق» بملاحظة «الاختلاف في طقس شهر جانفي في تونس». وأضاف: «لفهم هذه التغيرات ربما تحتاج المسألة الى إجراء تحليل معمّق يفسّر ذلك». وتشير أرقام معهد الرصد الجوّي الى ان الرقم القياسي الجديد لدرجات حرارة شهر ديسمبر مرّ الى 32 درجة ليتراوح ما بين 26 و32 درجة... متجاوزا بدرجة واحدة الرقم القياسي القديم المتراوح ما بين 25 و31 درجة. وبأكثر تفصيل تشير تلك الأرقام الى ان يوم 30 ديسمبر الماضي كان قياسا في مناطق عديدة في تونس.. فسجلت مدينة تونس 30 درجة وزغوان 32 درجة وسليانة 31 درجة والمنستير 30 درجة والكاف 28 درجة والقيروان 31 درجة والمهدية 30 درجة. ونشير الى ان الرقم القياسي القديم لم يتجاوز 27 درجة في تونس ديسمبر 1996 و30 درجة في زغوان ديسمبر 1963 و28 درجة في سليانة ديسمبر 1989 و26 درجة في الكاف ديسمبر 1989 و27 درجة في المنستير ديسمبر 1996 و29 درجة في القيروان ديسمبر 1952 و28 درجة في المهدية تم تسجيلها في ديسمبر 1987. تغيرات تحتاج الى تحليل علمي حسب ما أكده عضو اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ل «الشروق». وكان السيد «طوشيو كواك» قد تحدّث في محاضرة ألقاها عشية أول أمس في مدينة العلوم حول «التغيّرات المناخية» عن الحاجة اليوم الى التأقلم مع هذه التغيرات كخطوة وجب ان ترافق التخفيض من انبعاث الغازات وأشار الى ان التحرّك من اجل المناخ ليس حكرا على جهة دون أخرى إذ هو بحث علمي وعمل هندسي ثم هو ثقافة اجتماعية وقرار اقتصادي ثم سياسي... موضحا ان تحسيس المجموعة بالخطر المناخي سيعدّل السلوك الجماعي تجاه البيئة والمناخ وبالتالي تأسيس قاعدة لتحمّل المسؤوليات الجماعية لحماية المناخ. من جهته قال السيد صالح الحناشي مدير عام القطب التكنولوجي ببرج السدرية الجهة المنظمة للقاء العلمي بالتعاون مع مدينة العلوم ان تشريك الجمهور في الوعي بالإشكال البيئي أمر هام اليوم للتصدي للتغيرات المناخية.. مشيرا الى أن ازمة المناخ ليست حكرا على وطن او إقليم بل هي ازمة عالمية تتطلب بالضرورة مجهودا جماعيا. وقال ان زيارة الخبير البيئي الياباني لتونس تندرج في هذا الإطار وذلك بدعم التعاون مع الجانب الياباني للبحث عن حلول في المجال الطاقي والموارد المائية الأكثر تأثّرا بالتغيرات المناخية. بدوره أكد السيد «طوشيو كواك» على المجهود الجماعي. وذكر ردّا على سؤال «الشروق» حول مدى انتظاراتهم كجهة علمية من النتائج النهائية لقمة كوبنهاغن والتي بدت غير مقنعة بالنسبة لممثلي المجتمع المدني.. ذكر ان القمة مهمة كمرحلة اولى اذ شهدت اجماعا عالميا على الخطر المناخي وكذلك على مستوى المشاركة. أما بالنسبة للنتائج فكان هناك تباين في وجهات النظر... وربما لم تكن تلك النتائج متوقعة لكن تمّ تقبّلها كما هي.