العالقون في شبكات الماء والكهرباء كثر هم مرضاهم من عامة الناس بالحساسية المفرطة لمجرد مسّهم أو رؤيتهم للفواتير الطويلة الزرقاء. ذات ليلة اتخذ مني الأرق خليلا له، فنصبت شبكة الكهرباء على يميني وشبكة الماء على يساري في رحلة صيد للخواطر وكانت أول فريسة خاطرة فيزيائية تقول إذا التقى الماء بالكهرباء على المواطن ينفضانه نفضا. أما كيميائيا فيحولان جلده الى «قربة» لخزن العرق، وصدره الى كيس يتسع لاستيعاب 220 شمعة، الصيد الثاني خاطرة تشهد شهادة حق على أن كلنا ينبع الماء من حيوطنا ويولد الكهرباء من حيوطنا حتى وإن بخلت حيوط البنوك عن العطاء.. ثالث صيد هو خاطرة مهاجرة تقول: الأداءات في الفواتير كالهواتف تماما فيها القارّ وفيها الجوال وكلاهما عرضة ل«الريزو الطايح» حيث ينعدم التواصل والاتصال حتى وإن أجير المرء على أن «يكري من يحدثه»، أما رابع صيد فخاطرة حق تعطى لكل ذي حق حقه كوضوح عدّادات استهلاكنا وضوح الشمس لكل العيون وسلامتها من فقدان الذاكرة. ومن كل تشويش على مداركها العقلية في عدّها للكهرباء ومضة ومضة. وللماء قطرة قطرة وحتى وإن حصل لهذه العدادات مكروه فالعلاج بسيط «ادفع واشك» أما آخر صيد من سرب الخواطر فخاطرة تبحث عن جواب علني لهذه الأسئلة السرية القائلة: إذا كانت عدادات الاستهلاك مرئية شفافة ومصانة ويعرفها الناس أكثر من معرفتهم لوجوههم، أين هي عدادات الأداءات؟ ومن يعرفها؟ومن يصونها؟ومن يعدّلها؟ وهل من حق المواطن في شأنها «أن يشكي ولا يدفع» والآن: تركني الأرق فدعوني أرقد ومن يدري فلربما أجد لهذه الأسئلة أجوبة في المنام.. تصبحون على خير.