ستكون أنغولا ابتداء من اليوم محل اهتمام خاص من قبل الملايين من المولعين بكرة القدم في ربوع القارة السمراء وحتى خارجها بما أنها تحتضن نهائيات الدورة ال 27 لكأس أمم إفريقيا. -هذه المسابقة المتجذرة في التاريخ والتي ظهرت الى الوجود منذ يوم 8 جوان 1956 على يد 7 مسؤولين في فندق [Avenida] في مدينة لشبونة بالبرتغال وكان من بين هؤلاء ثلاثة مصريين: عبد العزيز عبد الله سالم ومحمد لطيف ومحمد يوسف والجنوب افريقي [فراد فال] وثلاثة سودانيين: عبد الرحيم شداد وبدوي محمد علي ومحمد عبد العليم. وقد كانت كأس أمم افريقيا مليئة بالطرائف والحكايات والتحديات منذ انطلاقها بصفة فعلية يوم 10 فيفري 1957: عتوقة لا يرى جيدا!!! حادثة هي الأطرف على الإطلاق شهدها نهائي كأس أمم إفريقيا يوم 21 نوفمبر 1965 والذي جمع المنتخب التونسي بالمنتخب الغاني وانحنى منتخبنا بنتيجة 3 مقابل 2 والغريب أن الحارس العملاق عتوقة صرح بأنه لا يرى جيدا في الليل وهو ما جعل تونس تهدر فرصة التتويج باللقب الإفريقي أمام ذهول 16 ألف متفرج!! حرمان بالرغم من أن جنوب افريقيا كانت من البلدان المؤسسة للإتحاد الإفريقي إلا أن منتخب الأولاد لم يستطع تشكيل فريق يجمع البيض والسود في الوقت نفسه [Le régime de l'apar theid] وهو ما جعل المنتخب الجنوب إفريقي لا يظهر على الساحة الإفريقية الا في عام 1996 عندما توج باللقب على حساب تونس وسط دموع الرئيس الرمز مانديلا. اجتياح لم يكن يوم 29 ماي 1959 يوما كغيره من الأيام في تاريخ «الكان» بما أنه شهد أحداثا مؤسفة تجسدت في اجتياح الجماهير للملعب بعد أن سجلت مصر هدف التفوق ضد السودان في النهائي في الدقيقة الأخيرة من المقابلة (2-1) وكانت مصر آنذاك تضم في صفوفها محمود الجوهري ورفعت الفناجيلي الذي نال شرف تسجيل أول هدف في المسابقة يوم 10 فيفري 1957 ضد السودان أيضا. الرئيس فعل من أجله المستحيل!!! شهد نهائي كأس أمم افريقيا عام 1992 بالكوت ديفوار حادثا طريفا كان بطله اللاعب المميز أبدي بيلي فبعد حصوله على انذارين وجد نفسه خارج تشكيلة منتخب غانا في النهائي ضد الكوت ديفوار يوم 26 جانفي 1992 وهو ما جعل الرئيس [أبدو ضيوف] لا يتردد في ايجاد وسيلة لتشريكه ضمانا للفرجة ولكن القوانين حالت دون ذلك ليشاهد أبدي بيلي بحسرة خسارة غانا في النهائي وتتويج منتخب «الفيلة» بركلات الترجيح (11-10)!!! زمبيا تتغلب على الأحزان تعرضت طائرة المنتخب الزمبي عام 1993 الى حادث مروع أودى بحياة أغلبية اللاعبين ومع ذلك فقد تغلبت زمبيا على أحزانها وتحولت الى تونس عام 1994 وقادها اللاعب المميز [كالوتشا بواليا] الى النهائي يوم 10 أفريل 1994 والانهزام بصعوبة (2-1) أمام زملاء [أمو كاشي]. شطحات ميدو وادبايور البداية مع اللاعب المصري ميدو عندما قرر المدرب حسن شحاتة تغييره باللاعب عمرو زكي في الدقيقة 78 من مقابلة نصف النهائي (2006) ضد السينغال ولكن ميدو أقدم على حركة غريبة عندما رفض التغيير بل إنه توجه نحو شحاتة وتهجم عليه لو لا التدخل الحاسم من قبل حسام حسن!!! والأمر نفسه حدث مع اللاعب الطوغولي ادبايور في شجاره مع المدرب ستيفان كيشي. منذ 23 ثانية!! سجل اللاعب المصري أيمن منصور اسمه بأحرف من ذهب عندما سجل أسرع هدف في تاريخ النهائيات الافريقية وكان ذلك ضد الغابون عام 1994 بتونس بعد مرور 23 ثانية فحسب!! ثلاث ساعات!! امتدت المقابلة النهائية بين الزايير وزمبيا عام 1974 ثلاث ساعات بعد أن انتهت المقابلة الأولى بالتعادل (2-2) فتم الالتجاء الى مقابلة ثانية انتهت في صالح الزايير (2-0). هل اجتازت الكرة الخط النهائي؟! أثارت ضربة الجزاء التي نفذها اللاعب النيجيري [فيكتور اكبيبا] في النهائي ضد الكامرون عام 2000 الكثير من الجدل بعد أن أظهرت الصور التلفزية ولوج الكرة المرمى واجتيازها الخط النهائي في الوقت الذي رفض فيه الحكم احتساب الهدف وآلت الكلمة الأخيرة لزملاء ايتو (4-3) (ركلات الترجيح). عبر SMS في حركة غريبة رفض لاعبو المنتخب الطوغولي في نهائيات 2006 بمصر الدخول في التربص الخاص بالنهائيات ما لم تمنحهم الجامعة الطوغولية مبلغا قدره 30000 أورو!! وهو ما جعل المدرب كلود لوروا يبعث بإرسالية قصيرة [SMS] مباشرة الى الرئيس الطوغولي [لوران ديزيري كابيلا] الذي تولى الأمر على الفور!! تعاطفا مع عزة... هذه اللقطة كان بطلها اللاعب المميز أبو تريكة كانت أبرز صورة خرجت الى العالم بأسره من قلب أدغال القارة السمراء عام 2008 تضامنا مع شيوخ ونساء وأطفال غزة المحاصرين خلف سياج الظلم والقسوة.