منعت سلطات الرقابة الأردنية أمس دخول كتاب «وصايا الذبيح .. التقي و الشيطان في رسائل صدام حسين» والذي ضمّنه مؤلفه الصحفي الأردني وليد حسني أفكار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتصوراته لطبيعة الهجمة الأمريكية على المنطقة وأهدافها على المدى المتوسط والبعيد. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن الباحث الأردني وليد حسني تأكيده ان مدير المطبوعات والنشر نبيل المومني أعلمه رسميا بقراره منع دخول كتابه. وأصدر حسني بيانا عرض فيه تفاصيل رحلة كتابه في دائرة المطبوعات التي بدأت منذ التاسع من ديسمبر الماضي حيث تقدم بطلب اجازة دخوله للأردن وتوزيعه في المملكة معتبرا ان مدير المطبوعات لم يطبق القانون ولم يلجأ الى القضاء لرفع قضية مستعجلة يطلب فيها منع دخول الكتاب الى الأردن. وقال حسني انه يحتفظ بحق مقاضاة نبيل المومني بصفته الشخصية والوظيفية لعدم تطبيق القانون مشيرا الى أن الأخير رفض منحه كتابا رسميا يفيد بقرار المنع. وسعى الباحث الأردني خلال كتابه الذي يقع في 590 صفحة من القطع الكبير الى توثيق المخططات الأمريكية والبريطانية التي وضعت مبكرا قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 لاحتلال العراق والقضاء على نظام الحكم فيه ورمزه الرئيس الراحل صدام حسين. محتوى الكتاب وقارن الكاتب في مؤلفه الصادر عن «ذا وورد الأردنية للنشر والتوزيع»، بين الافكار الاستعمارية الأنغلو أمريكية التي استهدفت العراق مبكرا وبين الأفكار والتحذيرات التي كان الراحل صدام حسين يطلقها في رسائله مخاطبا فيها الشعب العراقي أولا والأمة العربية ثانيا. وأرّخ حسني عبر فصول الكتاب التسعة الأكاذيب الكبرى التي حاولت ادارة بوش وطوني بلير ترويجها وتسويقها الى العالم والتي سرعان ما انكشفت تباعا. وأكد على وعي صدام حسين بالمخططات الأمريكية لبسط نفوذها على آبار النفط الخليجية منذ 1973 والتي لم تكن غائبة عن عقله وأفكاره وهو يخاطب العراقيين والعرب وقدم ترجمتها في خطابات صدام حسين التي حذرت العالم العربي من مغبة احتلال العراق ومن تداعياته على الأمة العربية. وأردف ان محاولة الرئيس العراقي الحيلولة دون تنفيذ السياسات الاستعمارية تجلت في دعوته الى المقاومة الشعبية المسلحة. وأوضح ان قيمة المقاومة ومكانتها الكبيرة في فكر الشهيد تمثلت في تحذيره المتواصل للأمة العربية من أطماع إيران التوسعية في العراق وفي مطالبته للعراقيين بعدم الانجرار خلف الأطماع الإيرانية التي تصب جميعها في مصلحة الاحتلال وتكريس سلطته على أرض الرافدين. وأشار الى أن كافة وصاياه استهدفت تعميق الشعور بالوطنية العراقية وباسلامية المعركة في مواجهة «دينية» المحافظين الجدد مشددا على انها نهضت بالمثل الاخلاقية والدينية الراسخة في المجتمع العراقي وسعت الى توظيفها في مجابهة الاحتلال. واعتبر أن صدام انحاز خطابا وسياسة الى «الخط الإيماني» في حزب «البعث العربي». نفي ونفى الكاتب في فصل «الفجر الأحمر في حفرة العنكبوت» صحة رواية إدارة بريمر والبنتاغون بشأن اعتقال صدام، مؤكدا في المقابل ان كافة الروايات ذات الصلة لم ترتق الى مستوى الصحة والمصداقية ودحض المؤلف ان يكون الرئيس الشهيد قد التقى وحاور وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد مناقشا كافة الحوارات التي أجريت معه في سجنه. وانتهى في الأخير الى التأكيد بأن مخططات العدو لن تتوقف عند حدود العراق بل ستشمل كافة دول العالم العربي.