[email protected] في إطار عمليات مراقبة الراكبين فوجئ هذه الأيام ضابط الجوازات بمطار القاهرة الدولي بوزيرة الخارجية الموريتانية «الناها بنت مكناس» واقفة داخل طابور الركاب تنتظر دورها وأصرت الوزيرة على البقاء مع المسافرين رغم محاولات الموظفين إثناءها عن ذلك وإدخالها قاعة كبار الزوار . وقد أحدث موقف الوزيرة ضجة إعلامية ولقي ترحيبا كبيرا في أوساط الشارع العربي الذي واجه لأول مرة مسؤولا ساميا يرفض أن يحيط نفسه بهالة الحماية المعتادة. وزيرة الخارجية استغربت من الضجة التي أثارها موقفها واعتبرت أن سلوكها كان السلوك الواجب اتباعه من كل مسؤول وصرحت لوسائل الإعلام أنها لا تريد التعود على امتيازات سوف يأتي يوم وتزول فيه عنها. أتمنى شخصيا أن تسري عدوى «بنت مكناس» إلى عديد المسؤولين العرب السامين عن إدارات ومؤسسات تصريف الشأن العمومي يركبون الحافلات ويتجولون في الأسواق بلا حراسة ولا رقابة ولا أبواق, ويقفون خلف الطوابير ساعات مثل كل الناس ثم يقال لهم «ارجع غدوه». لا أريد بكلامي هذا المساس بامتيازات «المسؤول» ولكن أتمنى فقط أن يعيش يوما من أيامنا حتى يتمكن من فهمنا و الإصغاء لمطالبنا. وما حدث بمطار القاهرة هو مشهد يختلف جدا عن مشهد آخر حصل بمطار تونسقرطاج يوم الجمعة الفارط عندما حل مسؤول كروي بارز ورفض بكل تعال واستكبار أسئلة صحافية تتوسل إليه أن يطمئنها على أحوال المنتخب الوطني وهو ينهرها و يغلق الباب في وجهها...