بعد مباراتي زمبيا والغابون بتنا شهودا على أننا نملك «أقوى» فريق في الدورة.. مع أفضل مدرب وأحسن مجموعة حتى تكاد لا تفرّق بين نجومها.. وبعد مباراتي زمبيا والغابون باتت لدينا قناعة ان عدم انهزامنا في الموعدين دليل قاطع على صحّتنا وثباتنا وقوة عزيمتنا وقدرة مدربنا على فلك طلاسم الخطط الفنية لمنافسيه.. وبعد مباراتي زمبيا والغابون زاد ايماننا بأن المجموعة التي لدينا انجزت ما وعدت به رغم ظلم الحكام وعقبة الارتفاع وسوء التنظيم.. وظلم الطبيعة وبكاء السماء ليلا نهارا.. وبعد مباراتي زمبيا والغابون اقتنعنا بما لا يترك مجالا للشك ان «الجميع» يريدوننا أن نقول هذا الكلام الجميل عن منتخب رأينا منه العجب.. تصوّرناه مظلوما بالغياب عن المونديال فإذا به ظالما بمجرد المشاركة في «الكان». تمنيت كتابة غير هذه الجُمل.. وتمنيت لو كان قلمي وقلبي أقل تشاؤما لكن الواقع المعيش أشد قتامة مما يمكن ان نمر عليه مرور اللئام.. فأبناؤنا لم يبدعوا ولم يقنعوا ولم يكشفوا عن مواهبهم الحقيقية الا في تلك الاعلانات الاشهارية صحبة مدربهم الذي كان يذكّرهم بجدوى «القليب» وكأنه كان مثلنا تماما مقتنعا قبل بداية الدورة أن أبناءه بلا قلب.. وهو ما لاح حاليا على الاقل في المباراتين الأوليين أمام زمبيا والغابون ليبقى السؤال معلّقا على شراشف الغموض حول رد الفعل سواء للمدرب الذي «تفلفس» أكثر من اللازم (بعض القرّاء لامونا على كلمة تفلسف واعتبروها رفعا من الشأن وليس ذمّا) أو للاعبين الذين لاحوا هانئي البال قبل وبعد كل لقاء ولم يفلحوا الا في الرد على الاعلام في غياب غربتهم الكروية في أنغولا وخواء الأقدام. أمام الكامرون ستكون أمامنا علامتا مرور فقط.. الاولى اسمها الانتصار... والثانية مكتوب عليها «المطار».. والوضعية لا تحتاج الى اي لغة أخرى لنفهمها.. فنحن فرّطنا في فوز لا غبار عليه أمام زمبيا.. ورفضنا الانتصار أمام الغابون الذي خارت قواه جراء اللقاء الاول ثم أصبحنا نطارد النقاط الثلاث أمام أقوى منتخبات المجموعة وأبرز المرشحين لإغواء أميرة افريقيا... وهذه معادلة صعبة جدا رغم يقيننا ان الكرة (وليس نحن) لا تعترف بكلمة «مستحيل». نقول هذا الكلام ونحن شأننا شأن كل الجمهور التونسي نتألم للوضع الحالي للمنتخب ونأمل ان يختار لاعبونا نهاية أخرى غير التي ننتظرها وأملنا أكبر أن يكتبوها بالعرق حتى يخرجوا من أتعس نفق.