أحيت الفنانة التونسية «سنيا مبارك» ليلة أول أمس بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة حفلا فنيا ساهرا عنوانه «الجذور العربية للوركا»، نظمته سفارة إسبانيابتونس بالتعاون مع بلدية تونس. وخلال عرضها «الجذور العربية للوركا» كرّمت الفنانة التونسية الشاعر الاسباني الكبير «فيديريكو غارسيا لوركا» ومدينته «غرناطة» وهذا التكريم إنما ينخرط في التوجه القائم على التبادل والانفتاح الثقافي على فضاء المتوسّط، كما جاء على لسان «سنيا مبارك». إذن في سهرة أندلسية، عادت بنا الفنانة سنيا مبارك الى الموشحات الشهيرة للشاعر الأندلسي «ابن الخطيب» فغنّت له قصيد «جادك الغيث»، كما غنّت الفنانة التونسية قصيد الحمراء ل«نزار قباني» الذي عانق ماضيه بشراسة ليجده في اسبانية جميلة من غرناطة، عرض «الجذور العربية للوركا» تضمّن كذلك، مقتطفات من مجموعة الشاعر التونسي «عبد العزيز قاسم» ومن تونس أدّت سنيا مبارك أغنيتي «محلا ليالي إشبيليا» و«حبّي يتبدّل يتجدّد». أغاني مترجمة «سنيا مبارك» في تكريمها ل«فيديريكو غارسيا لوركا»، غنّت له مجموعة من الأغاني أو القصائد المترجمة من قبلها أو من طرف الطاهر القيزاني، ومن هذه القصائد «Les trois rivières» و«القيتار»، لتتوّج عرضها بأغاني «لوركا» باللغة الاسبانية ومنها «Le tarara» و«Nana de sévilla».. إقبال كبير حفل الفنانة التونسية الموشّح بروح أندلسية عربية حضره جمهور غفير وبعض من الجالية الاسبانية بتونس بالاضافة الى الشخصيات السياسية الهامة، ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر، سفير اسبانيابتونس والسيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث. نجاح وتميّز... عرض «الجذور العربية للوركا» عرف نجاحا كبيرا ليلة أول أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة، حيث كان التصفيق الحار والمتكرّر في نهاية كل مقطع أو جملة موسيقية وطبعا في نهاية كل أغنية، ميزة العرض. كما أن سنيا مبارك، أطربت بصوتها وبأدائها، ولو قدّمت الفنانة التونسية لوحات قصيرة للرقص الاسباني لكان العرض استثنائيا، لكن لكل فنان خاصياته واختياراته التي نحترمها. نجاح العرض وتميزه كان واضحا من خلال تفاعل الجمهور، ومن خلال الأداء المميّز لسنيا مبارك، لكن عاملا آخر ساهم في نجاحه وهو العزف الذي أثثته مجموعة من خيرة العازفين التونسيين على غرار سليم الجزيري على آلة القانون ورمزي مبروك على آلة البيانو ومحمد الغربي على آلة الكمنجة ومعز الكعباشي على آلة «الڤيتار باص» بالاضافة الى عازفي الايقاع لطفي سوا وعمر عدالة ولأن العرض أندلسي، وتضمّن أغنية «الڤيتار» ل«لوركا»، فإن عازف الڤيتار كان الاسباني «مانيوال ديلغادو مارتيناز». ومن هذا المنطلق اجتمعت كل هذه العوامل لتجعل من العرض فسحة يذهب فيها الخيال الى الأندلس وينفذ الى عوالم غرناطة المنقوشة في الحضارة العربية الاسلامية وفي تاريخ البشرية.