كنّا قد استبشرنا خيرا وهلّلنا وفرحنا بعودة نجوم الثمانينات وزادت غبطتنا بأن تسمع أذاننا أغاني جميلة على مستوى اللحن والكلمة بل وعادت مخيلاتنا الى الزمن الجميل.. لكن بين تصريحات هؤلاء النجوم شبه الآفلة والأغاني الصادرة عشنا حالات الانتظار المفرح والأسف المؤجل. خلال «الأشهر» الأخيرة لسنة 2009 قامت الدنيا ولم تقعد فنجوم الثمانينات عابوا حتى على وسائل الاعلام عدم الاهتمام بهم وبانتاجاتهم إلا انه وبعد كان لهم ذلك. فسقطنا في التصريحات الوهمية والآمال المخيبة... فمنهم من ذكر أن العودة القوية والنقلة النوعية في الساحة الفنية ستكون بداية من جانفي 2010 لكن دار لقمان ظلت على حالها وذكر شق آخر ان أغانيه نزلت الى السوق.. وكانت اللبنة ان البعض لم يمسك مصدحه ولم يدخل استوديوهات التسجيل وعلّل ذلك بقلة ذات اليد رغم ان الجيوب انتفخت بالأموال المتأتية من المطاعم في شهر رأس السنة الادارية وأبدل سيارته بأخرى جديدة في انتظار ان تمده وزارة الثقافة بالدعم.. وفي الطرف المقابل لم تظل اي أغنية في ذاكرتنا فأكتنف الغموض الإصدار الجديد واحتلت أغاني جيل الثمانينات رفوف محلات بيع الأشرطة.. فمنية البجاوي أصدرت ألبوما تضمن 10 أغان لكن ورغم مراوحتها بين نمطها المعهود في السابق وما تتطلبه الساحة الفنية لم تقنع أغانيها لحما في السابق مثل «همس الموج».. وغيرها المطرب صلاح مصباح أصدر ألبوما جديدا بعنوان «ذاكرة نسيان» ويبدو ان ألبومه دخل طي النسيان... وسعى بدوره الى الانتاج الجديد.. عبد الوهاب الحناشي أصدر ثلاث أغان تحمل الطابع الشبابي لكن الشباب لم يتقبلها بل وحتى شباب جيل الثمانينات لم يسمعها قط. محمد الجبالي خريج احد البرامج التي تعنى بالمواهب حول وجهته الى المشرق ليعرّف بألبومه «باهي» عله يجد أذان تقبل هذا النوع ما دامت أذان المستمع التونسي مازالت صماء!! نجاة عطية أصدرت ألبوما جديدا بعد غياب نسبي وتعاقدت مع روتانا لترويج أعمالها خارج أرض الوطن او داخلها لكن أغانيها لم يحفظها المستمع بل ولم يحفظ مطلعا وحيدا لإحداها. آخرون من جيل الثمانينات لا عزاء لهم سوى الوقوف على الأطلال واحتلال زوايا ومقاهي «لافيات»!!