تحقيق الأساتذة توفيق النيفر ومختار العبيدي وجمال حمادة هذا تحقيق جديد لكتاب «العمدة» لابن رشيق القيرواني أقدم على انجازه أساتذة تونسيون باعتماد «مخطوطتين تونسيتين متميزتين عن سائر مخطوطات الكتاب «كما ورد في التقديم الذي كتبه لهذا التحقيق رئيس بيت الحكمة التي عهدت لهؤلاء الأساتذة بانجاز هذا العمل الذي يتنزل في صلب تظاهرة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009. يتألف الإصدار الجديد من ألف ومائتين وتسعة وأربعين صفحة موزعة علىثلاثة أجزاء فخمة. جزء أول فيه تقديم الدكتور عبد الوهاب بوحديبة ومقدمة المحققين ومما ذكروا فيها بالخصوص... إن العمدة للأسف رغم تحقيقاته العديدة لم يظفر في كل ذلك بطبعة مرضية مقبولة (على حد قول الشاذلي بو يحي) بل إن كل هذه الطبعات قليل الغناء عديم الجدوى فإن التصحيف والتعريف ليفشوان فيها على حد رأي م.م. عبد الحميد محقق كتاب العمدة. من هنا فيما يبدو جاء الدافع الأول الى إقبال الأساتذة على تحقيق «العمدة» تحقيقا تونسيا صرفا الى جانب دوافع أخرى ذكروها في مقدمتهم. ثم تحدثوا بعد ذلك عن عصر ابن رشيق وعن سيرته وأوردوا المراجع التي اعتمدوها في ذلك ثم تحدثوا عن ابن رشيق الشاعر والكاتب. ووصفوا كتاب العمدة فتحدثوا عن تحقيق العنوان الذي اختاروه لهذا التحقيق وهو مستل كما يذكرون من الكتاب ذاته. ثم تحدثوا عن أقسام «العمدة» الثلاثة وعن مكانته وإشعاعه وذكروا فيما بعد بطبعاته السابقة ثم وصفوا نسختي المخطوط المعتمدتين في التحقيق وقدموا منهج عملهم وعرجوا في نهاية المقدمة عما قدمه تحقيقهم من إضافة وذكروا في ختامها بالخصوص أنهم «حاولوا بقدر الاجتهاد والطاقة أن يخرجوا النص إخراجا علميا «مقبولا ومرضيا» ولولا النسخة التونسية الأم لما أمكنهم ذلك.... ولا بأس أن نذكر بأن الجزء الأول من التأليف تضمن خطبة الكتاب والقسم الأول من العمدة الذي عنوانه الشعر والشاعر والذي يتشكل من ثلاثين بابا كما تضمن الجزء الثاني القسم الثاني «البلاغة ومحاسن الكلام» الذي يتواصل في الجزء الثاني، الذي يحتوى كذلك على القسم الثالث الذي عنوانه أغراض الشعر وأدب الشاعر. أما الجزء الثالث من التحقيق فهو جزء مخصص بالأساس للفهارس التي أعدها المحققون وهي فهارس متعددة تذهب من فهارس الآيات القرآنية الى فهرس أكثر الأعلام تواترا مرورا بفهارس أخرى كثيرة كفهرس الإعلام وفهرس الأحاديث وفهرس المدونة الشعرية الإفريقية وغير ذلك... وينتهي الجزء الثالث بقائمة في المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق. إنه تحقيق تونسي صرف وثراؤه متمثل بلا ريب في هذه الفهارس التي ذيلته والتي من خلالها يمكننا الغوص في عمق كتاب العمدة واستجلاء مضمونه.