علمت «الشروق» أنّ اجتماعا استثنائيا للمجلس البلدي بالعاصمة انعقد مؤخّرا برئاسة شيخ المدينة السيّد محمّد الباجي بن مامي خُصّص للنظر في مقترحات تقدّمت بها لجنة بلدية من أجل تجسيد الإشارات الّتي ألمح إليها رئيس الدولة مؤخرا عند زيارته إلى أحياء سيدي حسين والّتي تهمّ ضرورة إعطاء دلالات وترميزات جديدة ومعبّرة لأسماء الأنهج والشوارع والطرقات في العاصمة بما يتناغم مع الخصوصيات الوطنية ويبتعد عن العديد من التسميات الّتي درجت عليها بعض الدوائر البلدية والّتي تعتمد الأرقام. وتأكّد ل«الشروق» أنّ أكثر من 3303 أنهج وشوارع في تونس العاصمة ستشهد تغييرا لتسمياتها في أفق نهاية الشهر الجاري بحيث ستحملُ التسميات الجديدة أكثر معان ودلالات من الأرقام الّتي كانت تحملها في السابق والتي لم تكن ترمز إلى أيّ شيء على الإطلاق وهذه من المسائل الّتي لفتت انتباه رئيس الدولة عند زيارته لأحياء سيدي حسين ومتابعته عن كثب لسير تنفيذ البرامج التنموية بها. وكانت بلدية تونس قد بادرت بتشكيل «لجنة» أعدّت مقترحات إعادة تسمية الأنهج والطرقات المرقّمة بتسميات ذات معان متعدّدة مثل تخليد لشخصيات وطنية أو ترمز لعدد من الخصوصيات المرتبطة بالثقافة والتقاليد والبيئة التونسية. وينتظر أن تشرع مصالح البلدية بالتعاون والتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية ، إن لم تكن باشرت بعد، عملية التسميات الجديدة على أن تتمّها قبل نهاية هذا الشهر. وعلمت «الشروق» أنّ عدّة أسماء لشخصيات وطنية تمّ إدراجها في قائمة المقترحات المنتظر تجسيدها على أرض الواقع ومن ضمن هذه الأسماء نجد الأديب والوجه الثقافي وعضو مجلس المستشارين سابقا المغفور له الدكتور جعفر ماجد وكذلك الوجه الدبلوماسي الأممي اللامع الفقيد الهادي العنابي الّذي وافته المنية مؤخرا خلال مباشرته لمهامه ضمن بعثة الأمم المتّحدة بهايتي. وبقيت الإشارة إلى ضرورة تفعيل مقترح آخر تمّ التأكيد عليه في العديد من المرات وهو وضع سيرة ذاتية أو تعريفات مختصرة تحت كل تسمية لنهج أو شارع حتى يتمكّن خاصة الشباب والأجيال الجديدة من الإطلاع على تلك المعطيات وإعطاء المغازي الحقيقية من ذلك التخليد أو ذلك الذكر لخصوصية أو مظهر من مظاهر الحياة التونسية أو العربية أو الإسلامية أو الدولية.