كشف الفنان التشكيلي حمدة دنيدن في حواره مع «الشروق» عن سرّ الزوبعة المثارة داخل اتحاد الفنانين التشكيليين والحملة على أمينه العام منجي معتوق وقد كان دنيدن من بين الذين قدّموا استقالاتهم ثم تراجعوا لانقاذ الاتحاد كما يقول. وهذا نص الحوار: قدّمت استقالتك ثم تراجعت، لماذا؟ نعم قدمت استقالتي ثم تراجعت لأنني حاسبت نفسي واقتنعت أنه عليّ التراجع لإنقاذ الاتحاد وأنا أؤمن ان الاختلاف صحّي في المنظمات الثقافية لكن هذه الاختلافات لا يمكن ان تصل الى القطيعة او التنابز على صفحات الجرائد او التجريح في بعضنا البعض فنحن في النهاية اسرة واحدة ولابدّ من الحوار وفضّ كل الخلافات بالحسنى والكلمة الطيّبة وليس بالتهجّم على الفنانين والتعامل معهم وكأنهم «مجرمين». أنت من صف المنجي معتوق إذن؟ أنا من صف الاتحاد وعلينا ان ندافع عن الاتحاد وبالتالي فأنا لا أقف مع المنجي كشخص ولا أقف ضدّ الآخرين لكني أحاول من موقعي ان أنبّه للأخطاء واقترح تجاوزها لأن العمل الجمعياتي هو عمل جماعي ومنجي معتوق الان هو الأمين العام ولابدّ من احترامه وتقديره. هناك من اتهمه بالاستفراد بالرأي، ماذا ترى؟ منجي معتوق له أخطاء ككل البشر ولم يدّع انه معصوم من الخطإ وقد اعتذر عن بعض الأخطاء فهو في النهاية فنان مزاجي ويمكن ان يخطئ لكن لماذا تمّ تهويل أخطائه هذا هو السؤال. يلومونه مثلا على حضوره بعض الاجتماعات الرسمية دون ان يكون مرفوقا بأعضاء الهيئة لكن هذا غير ممكن عمليا لأن الأمين العام يمثّل الاتحاد ويتحدث باسمه ولا يمكن ان ينتقل كل المكتب للقاء مسؤول في الدولة مثلا في لقاء رسمي حول نشاط الاتحاد! هذه قضايا مفتعلة وتمّ تضخيمها لغايات أخرى لهذا وقفت مع الاتحاد وتراجعت عن الاستقالة لكن المنجي ارتكب كما قلت أخطاء واعتذر عنها ولابدّ ان نقبل اعتذاره ولا داعي لتجريمه. إذن، أفهم من كلامك ان هناك مشكل آخر وراء هذه الزوبعة؟ نعم، منجي أثار مشكلة التصنيف وإعادة النظر في القانون الأساسي وتنقيحه ووافقت الهيئة ولكننا لم نجد حماسا من سلطة الاشراف فتراجعنا عن المشروع لكن السؤال لماذا تمّت إثارة كل هذه المشاكل ولم يبق في عمر المكتب الحالي إلا بعض الأشهر بل الأسابيع ربّما؟ أعتقد أنه كان من المفروض ان لا ينسحب بقية الاعضاء في هذا الوقت وكان من الأفضل ان يواصل المكتب عمله دون ضجّة في انتظار المؤتمر. كيف تقيّم المشهد التشكيلي في تونس اليوم؟ هناك ازمة حقيقية فلا يوجد سوق للفن ولولا لجنة شراءات وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لما وجد الفنانون من يقتني لوحاتهم وهناك مشكل حقيقي في التصنيف واختلاط للحابل بالنابل ولا أعتقد ان كل من حمل شهادة جامعية هو فنان كما ان ليس كل من لم يدخل الجامعة غير جدير بالصفة الفنية هذه أطروحات مغلوطة لكنها تعكس أزمة حقيقية في الفن التشكيلي في تونس.