كشفت التحقيقات في الاختناق الجماعي المسجل بمعهد الحبيب معزون بصفاقس ان ما حصل اول أمس الثلاثاء بالمعهد المذكور لا يتجاوز ان يكون حالة من الفزع والهلع بسبب توقف سيارة اسعاف أمام المعهد لنقل تلميذة أصيبت بتوعك صحي مما استوجب نقلها الى المستشفى. وأبرزت ذات التحقيقات انه لا يوجد اي تسرب غازي او غيره، لكن حالة الذعر المسجلة في المعهد مع تلاميذ صغار في مجملهم تسببت في ما يعبر عنه ب Mouvement de masse أوحى بوجود حالات اختناق. وقال الأستاذ منير بوعزيز رئيس قسم الانعاش بمستشفى الحبيب بورقيبة ل «الشروق» إن اطاره الطبي لم يكشف عن وجود ولو حالة تسمم واحدة بعد كشفه عن 30 حالة تم نقلهم الى المستشفى مساء أول أمس الثلاثاء. ولا يستبعد الأستاذ الدكتور ان يكون أحد التلاميذ استعمل عبوة غاز مشل للحركة بهدف اللعب مما تسبب في سيلان دموع بعض التلاميذ تزامن مع توقف سيارة اسعاف أمام المعهد لنقل التلميذة المذكورة. وأضاف الأستاذ منير بوعزيز ان كل التلاميذ غادروا قسمه بعد أقل من ساعتين من تسجيل الحادثة مستثنيا تلميذين يعانون من ضيق في التنفس وقد أصيبوا بحالة هلع وفزع مما استوجب العناية بهم ومتابعة حالتهم وقد غادروا بدورهم القسم أول أمس الثلاثاء. وقال رئيس قسم الانعاش إن كل التلاميذ حظوا برعاية نفسية فائقة لتجاوز المرحلة التي وصفت في أغلبها بالخفيفة مبينا ان صغر سن التلاميذ هو الذي ساهم في حالة البلبلة التي تم تسجيلها بالمعهد. وكانت «الشروق» قد نشرت في عدد يوم أمس تفاصيل الحادثة مبينة ان إدارة المعهد اكدت انه لا يوجد اي تسرب للغاز مقابل اصرار التلاميذ على انهم أصيبوا بحالات اختناق، وقد كشفت التحقيقات الأولية صحة تأكيدات ادارة المعهد وهو ما يطرح اكثر من سؤال حول تصرفات بعض التلاميذ بل وكذلك براءة بعضهم وهلعهم الشيء الذي تسبب في الحادثة التي استرعت اهتمام الجميع نظرا الى غرابتها. بقي أن نشير الى ان المعهد المذكور والواقع بقلب مدينة صفاقس استأنف نشاطه يوم أمس الاربعاء بشكل عادي وقد تابع كل التلاميذ دروسهم بمن فيهم الذين أحسوا بحالات اختناق مساء يوم الثلاثاء.