كيف تمّ انتخاب سامي الطاهري كاتبا عاما للنقابة العامة للتعليم الثانوي وكيف تحالف «اليسار» في اللحظات الأخيرة ليحرم «القوميين» من التمتع «بكعكة» الكتابة العامة؟ هذا هو السؤال المطروح الآن في الساحة النقابية ففي الوقت الذي كانت تتجه الأنظار فيه إلى التيار القومي بمختلف فصائله باعتباره صاحب الأغلبية داخل المكتب الجديد للفوز بالكتابة العامة حصلت المفاجأة بإعلان عبد الرحمان الهذيلي المحسوب على أحد تيارات اليسار عدم ترشحه للكتابة العامة لتحصر المنافسة بين سامي الطاهري (اليسار) وزهير المغزاوي (القوميين) وتكون النتيجة واضحة بحصول الطاهري على خمسة أصوات وهي الأصوات التي تمثل كل تيارات اليسار داخل مكتب النقابة العامة في حين التزم القوميون بالتصويت لمرشحهم. غير أن المفاجأة كانت حين ترشح عبد الرحمان الهذيلي لمسؤولية النظام الداخلي وكان من المفروض أن يحصل على كل أصوات اليسار وعددها خمسة أصوات لكنه تحصل على أربعة أصوات فقط وهو ما يعني أن أحد الأعضاء المحسوبين على اليسار فضّل منح صوته إلى مرشح القوميين ربما من أجل مصلحة التوازن داخل المكتب والذي يقتضي عدم احتكار «اليسار» لكل المناصب الحساسة. أما المفاجأة الثانية فكانت حين ترشح عبد الرحمان الهذيلي مرة أخرى إلى مسؤولية أمانة المال لكنه حصل على صوتين فقط مقابل حصول لطفي الأحول على 7 أصوات وهو ما يعني أن أحد التيارات اليسارية المهمة والفاعلة داخل النقابة كانت حسابات تحالفاتها خاطئة وجعلتها تكون «ضحية» في عملية التصويت. لكن من المفيد الاشارة هنا إلى أن حصول القوميين على مسؤولية النظام الداخلي ومسؤولية أمانة المال سيجعلهم في موقع قوة داخل النقابة العامة للتعليم الثانوي. فمن كان ضحية لتحالف اليسار داخل النقابة العامة للتعليم الثانوي؟ إذا كانت «الضحية» معروفة فمن الضروري البحث عن المسؤول عن «إجهاض» تحالف «اليسار» الذي تنازل أحد تياراته عن الكتابة العامة ولكنه فشل في الفوز باحدى المسؤوليات المهمة داخل المكتب الجديد. إن العمل داخل الهياكل النقابية يحتاج حتما إلى الوحدة ولكن من الطبيعي أن يخضع «لتجاذبات» كثيرة فالنقابة العامة للتعليم الثانوي ظلت دوما في قلب تلك «التجاذبات» وظلت الفضاء لتيارات نقابية مختلفة ومتعددة.