تونس الشروق م. عبد الرحمان: ينظم مسرح الفن دار بن عبد الله في مدينة تونس العتيقة أيام 2 و09 و16 و23 فيفري 2010 دورة سينمائية جديدة حول الفيلم البوليسي أو ما يعرف بالفيلم الأسود (Le film noir). وسيكون أحباء هذا اللون السينمائي على موعد مع أربعة عروض سينمائية لأشهر الأفلام التي تألقت في العشريتين الرابعة والخامسة من القرن الماضي وهي «السبات العميق» للمخرج هوارد هاوكس (1946)، و«عندما تنام المدينة» للمخرج جون هوستن (1950)، و«مصعد المقصلة» للمخرج لوي مال (1957) و«الرجل الثالث» للمخرج كارول ريد (1949). وينشط لقاءات العروض التي تدخل كما هو معلوم في اطار النادي الجديد للسينما الكلاسيكية في دار بن عبد الله الناقد السينمائي وعضو الجامعة التونسية للنهوض بالنقد السينمائي، ناصر الصردي. وسيكون الاستاذ سليم بالشيخ ضيفا للدورة، بوصفه مطّلعا وعارفا لهذا اللون السينمائي منذ نشأته في بدايات القرن الماضي. روبنسون وجمعة وبالتوازي مع هذا النشاط السينمائي الذي تحاول إدارة مسرح الفن دار بن عبد الله، اضافته لجملة نشاطاتها الفنية والثقافية المتنوعة، سيشرع مدير الدار، المخرج المسرحي نورالدين الورغي قريبا في انجاز عمل مسرحي جديد بعنوان «روبنسون وجمعة» ونسبة الى الشخصية الروائية الشهيرة روبنسون كروزوي، وشخصية «vendredi» التي عثر عليها في يوم جمعة بالجزيرة النائية. ويذكر المخرج ان التشابه بين الشخصيتين لا علاقة له بنص المسرحية الذي كتبه والذي يدور حول وضع العرب الراهن الذي لا يختلف كثيرا عن عزلة روبنسون كروزوي في جزيرته. اضافة الى حالتي الضياع والتشرذم اللتين يعيشهما منذ نهاية القرن الماضي. وسيقوم بأداء أحد الدورين في المسرحية الممثلة ناجية الورغي في انتظار من سيرافقها في دور البطولة، حيث سيقوم المخرج بداية من 15 فيفري باجراء عملية كاستينغ لاختيار الممثل الثاني وممثلين آخرين في أدوار ثانوية. إقامة للفنانين وسعيا من المخرج نورالدين الورغي لتوسيع الفضاء من أجل تحويله الى مركب ثقافي وفني متكامل سيشرع هذا الاخير قريبا في اقامة طابق اضافي فوق مقر الفضاء لتخصيصه للضيوف من الفنانين والمثقفين للاقامة فيه أثناء انجاز مشاريعهم الفنية سواء كانت مسرحيات او رسوم تشكيلية أو كتابة نصوص ومسرحيات. ويحرص المخرج المسرحي نورالدين الورغي رغم الصعوبات المالية التي يمر بها نتيجة تراكم ديون الفضاء، على توفير كل الظروف الملائمة لانجاح كل عمل فني ينجز او يقدم في الفضاء، أملا في تحويل دار بن عبد الله الى قلعة ثقافية وفنية داخل مدينة تونس العتيقة.