تعيش المدينة العتيقة بتونس العاصمة منذ أسبوع على وقع رسوم حائطية أو جدارية بدأت تظهر يوما بعد آخر على جدران الأنهج والأزقة المجاورة لفضاء مسرح الفن دار بن عبد الله. وقد بدأت هذه الرسوم تلفت أنظار المارة سواء من أهالي المدينة أو الحرفيين العاملين فيها، وتجلب عديد الزوار والسياح الوافدين على أسواق الصناعات التقليدية بالمدينة. والرسوم في الحقيقة هي مشروع قديم يعود الى الثمانينات من القرن الماضي، وقد أعاد احياءه المخرج منصف ذويب اثر لقاء مع المخرج المسرحي نور الدين الورغي مدير فضاء مسرح الفن دار بن عبد الله. الجازية الهلالية في باب الخضراء وفي الثمانينات من القرن الماضي، قام المخرجان منصف ذويب وناصر خمير برسم لوحات جدارية في بطحاء باب الخضراء بالعاصمة عن «الجازية الهلالية» وكان المشروع تحت اشراف بلدية تونس الكبرى وقد أثار وقتها نقاشا كبيرا استحسنه كل من توقف بالمكان الذي تحول بفضل الرسوم الى مزار يقبل عليه الناس للاستمتاع بالاشكال والألوان التي وضعها الفنانان. نوافذ من دار بن عبد الله الى الأسواق ويذكر المخرج منصف ذويب أن التجربة كانت ناجحة في ذلك الوقت ولكنها لم تتواصل وفي لقاء مع المخرج المسرحي نور الدين الورغمي يضيف ذويب فكرت في احياء التجربة بهدف تنشيط مدينة تونس العتيقة، وخصوصا فضاء مسرح الفن دار بن عبد الله. ويعاني هذا الفضاء كما هو معلوم من قلة الاقبال عليه وخصوصا في الفترات الخالية من العروض الفنية وقد وجد الورغي في الفكرة مشروعا جيدا لتنشيط الفضاء والأماكن المجاورة له، واضفاء مسحة جمالية على المنطقة، وبتظافر جهود المخرجين انطلقت التجربة من جديد، وسارع الى تبنيها أكثر من رسام أولهم الفنان الناصر الكعبي الذي وضع لوحة الأساس، وقد تم الاتفاق على وضع كلمة «نوافذ» كعنوان للحركة التي ستتواصل حسب ذويب الى شهر رمضان في رحلة أو مسلك من دار بن عبد الله الى الأسواق. وقد تم الى حد الآن رسم أكثر من خمس لوحات حائطية لا يمكن للمارة قرب مسرح الفن دار بن عبد الله المرور أمامها دون توقف وتأمل للأشكال والألوان التي تتضمنها كما بدأت المنطقة تشهد حركية واضحة وزيارات مكثفة سواء من محبي الرسم والمدينة العتيقة أو من السياح.