أكدت حركة «حماس» امس ان خياراتها متعددة للردّ على اغتيال احد قادتها العسكريين محمود المبحوح في دبي وقالت ان الاحتلال قرر نقل المعركة الى الخارج وإنها ستردّ عليه في الوقت المناسب، في وقت ترددت أنباء عن تواجد وزير اسرائيلي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال نفس الفترة التي اغتيل فيها المبحوح حيث كشف تحقيق ان العملية نفذت قبل لحظات من مغادرة ذلك الوزير لأبوظبي. وقال القيادي في حركة «حماس» مشير المصري ان خيارات «حماس» متعددة للردّ على اغتيال القيادي محمود المبحوح في الزمان والمكان المناسبين مؤكدا وقوف جهاز «الموساد» الاسرائيلي وراء عملية الاغتيال التي استهدفت المبحوح في أحد فنادق دبي. فاتورة باهظة وأضاف المصري أن اغتيال القيادي المبحوح يزيد من فاتورة الرد لدى فصائل المقاومة الفلسطينية على الجريمة النكراء، لافتا الى ان إسرائيل لم توقف عمليات الاغتيال فهي في سياستها ونهجها ضد القيادات الفلسطينية منذ احتلالها لأراضيها عام 1948». وشدد ان عملية الاغتيال التي جرت في قلب العواصم العربية تشكل انتهاكا لكل السيادة العربية ، وامتدادا لسياسة إسرائيل التي استهدفت سابقا في ظروف مشابهة رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق خالد مشعل داعيا الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب حماس ضد هذه السياسة التي تنتهك سيادة الدول العربية وكل القيم والأعراف الدولية . وأكد المصري أن هناك تعاونا بين حركة «حماس» والأجهزة الأمنية في دبي على مدار الأيام الماضية، لمعرفة تفاصيل اغتيال المبحوح وقال: «ان نتائج التحقيقات الأولية أثبتت ان المبحوح عثر عليه في غرفته مقتولا بآليات وتقنيات حديثة بالصعقة الكهربائية وخنقا على يد اثنين يحملان جنسيات أوروبية». من جانبه توعّد المتحدث باسم كتائب «القسام» أبوعبيدة الاحتلال وجهازه الاستخباري «الموساد» بالردّ على اغتيال المبحوح مؤكدا ان الاحتلال لن يفلت من العقاب. وقال أبو عبيدة: «إن هذه الجريمة بمثابة توسيع لنطاق جرائم الاغتيال الصهيوني لتصل إلى عمق الدول العربية والإسلامية وعقرها، وهذه ليست المرة الأولى، معتبرًا أن هناك كثيرًا من الشواهد على هذه النية الصهيونية؛ في استباحة كاملة وواضحة للأمة العربية والإسلامية». وأضاف ان: «الكيان الصهيوني يريد توصيل رسالة، مفادُها أنَّ يده قادرة، وتستطيع الوصول إلى أي مكان، وهذا بحدِّ ذاته عبث كبير بالأمن القومي العربي، ويجب أن تضع هذه الدول حدّا لهذه اليد الطويلة وتبترها قبل أن يعيث الموساد الصهيوني فسادا بها». وأكد ان: «رسالة الاحتلال فاشلة، وإذا كانوا يظنون أنهم بهذه الاغتيالات يمكن أن يؤثروا على قرارنا ورسالتنا فهم واهمون، فقد أثبتت هذه الاغتيالات أنها لن تزيدنا إلا قوة، وعندما نفقد هذا القائد فنقول إنه قد خلَّف عشرات القادة الذين يواصلون المعركة». في المقابل قالت مصادر أمنية إسرائيلية أمس إنها تأخذ تهديدات «القسام» على محمل الجدّ. وأوضحت المصادر ان قيام «حماس» بأي عمل عسكري سيدفع إسرائيل الى الردّ والدفاع عن نفسها، حسب قولها، مشيرة الى أن مثل هذه التصرفات من قبل «حماس» ستؤدي الى اندلاع الحرب. وأضافت المصادر ان جيش الاحتلال سيشهد حالة استنفار . وتخشى تل أبيب من إقدام «حماس» على تشكيل وحدة خاصة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الخارج. زيارة مشبوهة في هذه الأثناء، لم يستبعد القيادي في «حماس» ،محمود الزهار، أن يكون المشتبه في اغتيالهم المبحوح، قد دخلوا الى الإمارات العربية المتحدة ضمن الوفد الاسرائيلي الذي زار دبي مؤخرا. وتساءل الزهار، في تصريحات لقناة «الجزيرة» عما اذا كان منفذو الاغتيال دخلوا ضمن الوفد الاسرائيلي الذي تواجد في دبي مؤخرا برئاسة وزير البنى التحتية، عوزي لانداو. وكان لانداو قد وصل يوم 15 جانفي الجاري إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010» وغادرها بعد أيام. وقال الزهار: «نحن نريد أن نعرف ما إذا كان هناك داخل الفندق من أسهم في عملية القتل، والأدوات التي استُخدمت في جريمة الاغتيال، ومن أي بلاد جاء المنفذون، وبأي جوازات سفر دخلوا إلى الإمارات». وطالب الزهار « الدول العربية، وخاصة تلك التي تربطها علاقات مع الاحتلال « بالتحرك إزاء مثل هذه الاغتيالات»، مؤكدا أن الدول العربية «لا يرضيها أن تتحول أراضيها إلى ساحات اغتيال واغتيال مضادة». وأكد الزهار ان «حماس» ستدرس الايجابيات والسلبيات في سبل الردّ على هذه الجريمة. وتساءل محلل فلسطيني عن سر وجود الوزير الاسرائيلي والوفد المرافق له في الإمارات وحول ما إذا كان الوفد قد حوّل غرفة لانداو الى غرفة عمليات مشتركة مع عناصر آخرين من جهاز «الموساد» دخلوا الإمارات بجوازات أوروبية.