النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    لمرضى السكري: عشبة إذا شربتها صباحًا ستخفض السكر في دمّك    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    مفزع/ نسبة الرضاعة الطبيعية في تونس أقل من 18 بالمائة..!    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اغتيال:محمد إبراهيم المدهون

لقد منحت دولة الكيان الشرعية الكاملة لعمليات الاغتيال سياسيا وقضائيا وعسكريا، بل إن ممارسي القتل ومحترفي الاغتيال هم أبطال الكيان. واعتمد الكيان منهجية عدم الإعلان عن المسؤولية وإن كان ذلك خاضعا دوما للقراءة الظرفية السياسية.
ويهدف الاحتلال من شرعنة الاغتيال إلى تكريس العقوبة على كل من يعتبره خصما وتكريس قاعدة الردع وضرب الروح المعنوية, ولإحباط عمليات المقاومة, وأحيانا لتهيئة مناخات سياسية يبحث عنها الاحتلال.
مارست دولة الكيان الاغتيال قبل تأسيسها وفي العام 1948 اغتالت الكونت برنادوت. ومارس الكيان الاغتيال ضد قيادات الشعب الفلسطيني في محطات كثيرة فقد اغتيل ثلاثة عشر كادرا لمنظمة (أيلول الأسود)، واغتيل ثلاثة من كبار قادة المقاومة في منظمة التحرير وهم (كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار)، وذلك في أبريل/نيسان 1973، وفي يونيو/حزيران 1978 اغتيل (علي ياسين) مدير مكتب المنظمة في الكويت، وفي أغسطس/آب 1978 اغتيل (عز الدين القاق) ممثل المنظمة في باريس، وفي يوليو/تموز 1979 اغتيل (زهير محسن) زعيم منظمة الصاعقة الفلسطينية، وفي يونيو/حزيران 1981 اغتيل (نعيم خضر) ممثل المنظمة في بلجيكا، وفي أكتوبر/تشرين الأول 1981 اغتيل (ماجد أبو شرار) عضو اللجنة التنفيذية، وفي أغسطس/أيلول 1982 اغتيل (سعد صايل) قائد القوات العسكرية في منظمة التحرير, وفي أكتوبر/تشرين الأول 1986 اغتيل (منذر أبو غزالة) قائد القوات البحرية في المنظمة، وفي فبراير/شباط 1988 اغتيل ثلاثة من قادة القطاع الغربي في مدينة ليماسول في قبرص.
"
محمود المبحوح الاسم الجديد على قائمة الاغتيال الطويلة التي استهدفها الموساد والشاباك, أقسم على البيعة للإخوان المسلمين في العام 1978, وله قصب السبق في العمل العسكري المقاوم برعاية شيخه الشهيد صلاح شحادة
"
وفي أبريل/نيسان 1988 اغتيل (خليل الوزير) في تونس، وفي فبراير/شباط 1992 اغتيل (عباس موسوي) زعيم حزب الله. وفي ظل السلطة الفلسطينية اغتيل (هاني عابد) في نوفمبر/تشرين الثاني 1994، و(إبراهيم ياغي) في ديسمبر/كانون الأول 1994، وفي أبريل/نيسان 1995 اغتيل (كمال كحيل وحاتم حسان وسعيد الدعس)، وفي يونيو/حزيران 1995 اغتيل (محمود الخواجة)، وفي سبتمبر/أيلول 1995 اغتيل (إبراهيم النفار) ، وفي أكتوبر/تشرين الأول 1995 اغتيل (فتحي الشقاقي) قائد حركة الجهاد الإسلامي, وفي يناير/كانون الثاني 1996 اغتيل (يحيى عياش), وفي أغسطس/آب 2001 اغتيل (أبو علي مصطفى) الأمين العام للجبهة الشعبية, و(جمال منصور وجمال سليم) في نوفمبر/تشرين الثاني 2001، وفي فبراير/شباط 2002 اغتيل (صلاح شحادة) قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام, وفي مارس/آذار 2003 اغتيل (إبراهيم المقادمة), و(إسماعيل أبو شنب) في اغسطس/آب 2003، وفي مارس/آذار 2004 اغتيل (الشيخ أحمد يس), و(عبد العزيز الرنتيسي) في أبريل/نيسان 2004، و(عز الدين الشيخ خليل) في سبتمبر/أيلول 2004، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2004 اغتيل (عدنان الغول) وفي فبراير/شباط 2008 اغتيل (عماد مغنية) وفي يناير/كانون الثاني 2009 اغتيل (نزار ريان وسعيد صيام), علاوة على العشرات من المجاهدين الميدانيين الذين استهدفتهم دولة الكيان بالاغتيال والتصفية الميدانية.
محمود المبحوح الاسم الجديد على قائمة الاغتيال الطويلة التي استهدفها الموساد والشاباك. هاجر والده الحاج عبد الرؤوف من قرية (بيت طيما) الفلسطينية، فيما ولد الشهيد محمود في جباليا بتاريخ 14/2/1960، الخامس بين إخوانه ال16.
واشتهر المبحوح بممارسته لرياضة كمال الأجسام. واسترعت (جماعة الإخوان المسلمين) نظر الشهيد المبحوح، فأقسم البيعة في العام 1978. للشهيد المبحوح قصب السبق في العمل العسكري المقاوم برعاية شيخه الشهيد صلاح شحادة، وتواجد رحمه الله بشكل دائم في ميادين القتال.
قاد عملية الخطف الأولى الجريئة للجنديين ساسبورتس وسعدون عام 1989 وقتلهما وإخفائهما في مدينة أسدود في فلسطين المحتلة، دون أن يعرف "الاحتلال" مصيرهما حتى العام 1997. وأشار المحللان في صحيفة هآرتس هارئيل وسخاروف إلى أن "هذه عملية اغتيال إسرائيلية صحيحة كانت على ما يبدو ذات علاقة بالحاضر وليس لتسديد حسابات من الماضي، كون المبحوح مسؤولا عن الإمداد والتسليح لغزة وليس انتقاما لنشاطه قبل عقدين أو أكثر".
حاول الاحتلال غير مرة اغتياله، وفي العام 1990 كان بيته أول بيت يهدم. كما اعتقل الشهيد لمدة عام في سجن غزة المركزي بتهمة حيازة سلاح، وبعد خروجه من السجن لم يتوقف عن عمله الجهادي بل ازداد صلابة وعنفوانا. وفي العام 2003 اعتقل في مصر لحوالى عام, وبقي رحمه الله مواكبا لمسيرة الحركة الإسلامية وحركة التغيير العالمي حتى استشهاده، وقد أمضى ما يقرب من خمسين عاما مليئة بالتضحية والفداء والجهاد والعمل والإخلاص.
في طريق سفر الشهيد المبحوح إلى إحدى الدول، وأثناء مروره بدبي ونزوله ليلا في أحد الفنادق بتاريخ (19/1/2010) اغتالته يد الغدر الصهيونية. حسب تحقيقات حماس، كما يقول آفي إيسخاروف في هآرتس إن المبحوح وصل الساعة التاسعة صباحا إلى الإمارات، وحوالي الساعة 14:30 هبط في دبي، ووصل إلى فندق (البستان روتانا)، الذي يبعد عدة دقائق فقط بسيارة أجرة استقلها من المطار، وكانت الغرفة رقم 130 في انتظاره.
سجل المبحوح في ردهة الاستقبال، طلب مسبقا كعادته غرفة دون شرفة ودون نوافذ. وأودع في خزينة الفندق حقيبة مستندات، وبعد ذلك صعد لغرفته في الطابق الأول، وبقي فيها حوالي ساعة, خرج بعدها, 16:30-17:00، وكشف التحقيق أنه تناول الطعام خارج الفندق، لأنه لم يدخل أحد مطاعم الفندق ولم يطلب الطعام لغرفته. وعاد لغرفته حوالي الساعة 21:00، والفترة التي قضاها خارج الفندق هي مصيرية، لأنه خضع حينها على ما يبدو لتعقب سري.
ولم يعثر على آثار مداهمة للغرفة، والتقديرات في حماس تفيد بأن خلية الاغتيال انتظرته في غرفته، وأن طاقم المراقبة أبلغ خلية الاغتيال بوصوله، وحينما فتح الباب انهالوا عليه، وفي الساعة 21:30 اتصلت زوجة المبحوح بهاتفه النقال، ولم يرد، وفي حماس يقدرون أنه كان قد استشهد حينها.
وحسب المحلل الإسرائيلي فإنه عثر على جثمان المبحوح في اليوم التالي يوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، ونقل للفحص، وتبين وجود خمسة آثار كي مستترة، سببها كما يبدو جهاز كهربائي. وعثر على آثار الصاعق الكهربائي تحت أذنيه وعلى خاصرته وصدره، كما أن الدم نزف من أنفه، كما ظهرت على أسنانه آثار احتكاك، إضافة إلى ذلك كشف الأطباء الشرعيون أن الوفاة نتجت عن عملية خنق، وعثر على وسادة ملطخة بالدماء.
أما حسب رواية الصنداي تايمز البريطانية فإن محمود صعد طائرة "إكي كي 912" الإماراتية الساعة 10:05 صباحا من دمشق ووصل إلى دبي مباشرة حيث حقن بسم يؤدي لأزمة قلبية في طريقة مشابهة لمحاولة اغتيال مشعل ومن ثم تصوير الوثائق والأوراق التي بحوزته, وترك يافطة "أرجو عدم الإزعاج" على باب غرفته. من الجدير ذكره أن العديد من اغتيالات الموساد تمت سابقا في الفنادق أمثال ماجد أبو شرار وزهير محسن وفتحي الشقاقي.
"
الموساد هو المتهم وهو صاحب المصلحة في ملاحقة واغتيال كوادر المقاومة المؤثرين، فالطريقة موسادية ودون اعتراف كالعادة, وقد أكدت الصحف الإسرائيلية أن جهاز الموساد هو الذي اغتال المبحوح
"
لقد كشفت الأحداث وبعض التفاصيل عن عملية اغتيال محمود المبحوح في الإمارات العربية التي شهدت اغتيال المقاتل الشيشاني سليم عمادييف، وعملية اغتيال الفنانة سوزان تميم يضع علامات استفهام أمنية؟ فالمبحوح كان مراقبا حيث إنه قدم إلى دبي بجواز سفر مزيف حسب إحدى الروايات, ولكن طلال نصار المتحدث باسم الحركة يقول "بأن المبحوح على عكس رحلات أخرى، استخدم جواز سفر يحمل اسمه الحقيقي وسافر بلا حراس" علاوة على اكتشاف الجريمة تم بعد الاغتيال بيوم. ليثار سؤال هام هل استدرج محمود المبحوح إلى دبي في الوقت الذي كانت وجهته غير ذلك؟ والسؤال أيضا: لماذا كان الإبطاء في الإعلان عن توجيه الاتهام في عملية الاغتيال إلى ما يقارب 10 أيام؟
قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أوضح أن المشتبه بارتكابهم الجريمة «سبعة أشخاص على الأقل يحملون جنسيات عدة دول أوروبية» غادروا الإمارات قبل اكتشاف الاغتيال؟ بينما أورد موقع «قضايا مركزية» الناطق بالعبرية أن قتلة المبحوح "عددهم أربعة أعضاء في فريق اغتيال تابع للموساد".
وزعم الموقع أن قتلة الموساد أخضعوا المبحوح لتحقيق قاس وعنيف داخل غرفته في الفندق, وهذا ما استبعده بعض المحللين، ذلك أن الجناة ما كان لهم أن يسيطروا عليه إلا بعد أن فقد وعيه، وشلت حركته، وهذه الحالة لا تتيح الفرصة للتحقيق.
وفي نفس وقت الاغتيال كان يزور الإمارات وزير البنية التحتية الصهيوني عوزي لانداو, الذي نفى اتهامات «حماس» لحاشيته بأن لها علاقة بعملية الاغتيال. وعلى صعيد آخر لم يستبعد المحلل الإسرائيلي ميلمان أن يكون الموساد استخدم زيارة لانداو لأبو ظبي قبل أسبوعين، مشيرا إلى أن إسرائيل استخدمت عام 1961 طائرة وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه آبا إيبان أثناء زيارته للعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس من أجل تهريب القيادي النازي أدولف آيخمان إلى إسرائيل.
بالتأكيد هذا الاغتيال لا يمكن أن يكون وليد اللحظة، بل تسبقه خطوات من التحضير ومعاينة المكان ومعاينة الغرفة والمحتويات، إذن لا بد أن تكون هناك أياد قد أعدت التجهيزات اللازمة لإجراء العملية.
كالعادة وبلا شك الموساد هو المتهم وهو صاحب المصلحة في ملاحقة واغتيال كوادر المقاومة المؤثرين، فالطريقة موسادية وبدون اعتراف كالعادة, وقد أكدت الصحف الإسرائيلية الصادرة بتاريخ 31/1/2010 أن جهاز الموساد هو الذي اغتال المبحوح.
وعقب ألكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت بالقول إنه لا أحد تبنى مسؤولية مقتل الضابط السوري محمد سليمان في أغسطس/آب 2008 أو مسؤولية اغتيال العالم النووي الإيراني مسعودي علي محمدي في طهران قبل أسبوعين.
الموساد ليس أسطوريا بل يعتمد على قاعدة بيانات ومعلومات تقدمها جهات رسمية ومجموعات منظمة وشبكات متكاملة ومترابطة لا تخلو تلك الشبكات من بصمات عربية وفلسطينية أيضا.
وعلى الإمارات وحماس أن تبحث عن الوسطاء وجامعي البيانات والمعلومات التي يتم تزويدها للموساد، وعملية التوقيت والاستدراج إلى مثل هذا الفندق والغرفة وموعد الوصول وغير ذلك من معلومات.
علاوة على ذلك فمسؤولية حماس والشعب الفلسطيني في الرد على هذه الإهانة بالكشف عن مرتكبيها أولا، وهناك أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابة، لماذا سافر المبحوح وحده؟ ولماذا ذهب إلى دبي؟ ولماذا لم يسافر معه مرافقه الخاص؟ ولماذا سافر باسمه الحقيقي؟ ومن الذي كان يعلم بخط سير رحلته؟ ومع أي المكاتب السياحية تعامل؟ ومن هم الأشخاص أصحاب العلاقة في هذه الرحلة؟ ومع من وأين التقى في ساعاته الأخيرة؟ وما الملفات التي كان يحملها المبحوح ويهتم بها؟ وأسئلة أخرى كثيرة بحاجة إلى إجابات دقيقة.
التحقيق المعمق والجدي والمحاسبة الداخلية والاستفادة من العبر وعدم الاعتراف بالعجز، أو اللجوء لتقييد الجريمة ضد مجهول يجب أن يكون عنوان هذا الملف الحساس والهام.
في سياق ذي صلة، يقول آلون بن دافيد المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إنه خلافا لما يشاع عن مساع للقبض على الفاعلين تسعى حكومة دبي إلى تغييب القضية وليس إثارتها، فهذه الإمارة، في نظره، تحاول أن تركز على ترميم اقتصادها وصورتها، وليس التورط في صراعات مع الآخرين.
النائب من كاديما آفي ديختر يقول "إن حماس ستحاول الانتقام من إسرائيل". ويمكن القول إن الرد على جريمة الاحتلال ضرورة لتكريس قاعدة توازن الردع, وربما نستحضر هنا الرد على اغتيال يحيى عياش وكذلك الرد باغتيال زئيفي, وليس بالضرورة مصاحبة ذلك نبرة إعلامية تهديدية صاخبة كالتي تصاحب حاليا عملية الاغتيال.
فقد جددت «حماس» توعدها بالرد، إن «كتائب القسام ستحدد الوقت والمكان والآلية المناسبة لضرب العدو الإسرائيلي». أما الزهار وآخرون فقد حمل إسرائيل مسؤولية نقل ساحة المواجهة إلى الخارج عبر اغتيال المبحوح, لكنه استدرك بالقول إنه «حتى هذه اللحظة نحافظ على أن ساحة المعركة وقواعد اللعبة تنحصر فقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة».
ولكن ترى يديعوت أحرنوت أن الصعوبة الحقيقية أمام حماس لتنفيذ اعتداءات في الخارج تنبع من حقيقة أن حماس لا تمتلك بنية دولية للعمل مثلما هو الحال مع حزب الله أو القاعدة، ولكن لدى حماس عدد غير قليل من المؤيدين خارج الأراضي المحتلة.
الاغتيال والقتل من أدوات الاحتلال الرئيسة الذي يأتي متزامنا مع جهود دولية وعربية بوقف ما يسمى تهريب السلاح لغزة والحصار البحري والبري على قطاع غزة، وذلك وفق الاتفاق الأمني الأميركي الإسرائيلي ووفق قمة شرم الشيخ العالمية.
"
اغتيال المبحوح يأتي بعد ما يشبه إعلان فشل صفقة الأحرار لتبادل الأسرى, ومع تزايد النبرة التهديدية بعدوان جديد تحديدا ضد قطاع غزة ما قد يفهم منه البحث عن مسوغات للتصعيد
"
وقد اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الاغتيال سيؤثر على قدرة حماس على إدخال أسلحة. واعتبرت صحيفة "هيون" أن التخلص من المبحوح سيعقد عملية تهريب الأسلحة القادمة من إيران إلى حماس، وهذا أمر أهم من تصفية الحسابات.
الاغتيال يأتي بعدما يشبه إعلان فشل صفقة الأحرار لتبادل الأسرى, ومع تزايد النبرة التهديدية بعدوان جديد تحديدا ضد قطاع غزة ما قد يفهم منه البحث عن مسوغات للتصعيد.
وتحذر مجلة "
Foreign Policy" أن عملية الاغتيال تهدد بإنهاء حالة وقف إطلاق النار غير المعلن والهش بين حماس وإسرائيل الذي امتد على مدى العام الماضي، ويضيف الاغتيال مزيدا من التوتر والتعقيد، سواء أمام احتمالات المصالحة بين فتح وحماس التي تواجه صعوبات أصلا، أو قد تعطل المحاولات الرامية لرفع المعاناة عن سكان غزة، أو الجهود الرامية لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. ويعتبر بعض المحللين أن الاغتيال مرتبط أيضا بحملة ضغوط سياسية تمارس على دبي لإخضاعها أمنيا للطلبات الإسرائيلية.
في 19 يناير/كانون الثاني 2010 استخدمت إسرائيل أرقى مستويات التكنولوجيا والعمل الأمني بهدوء للوصول إلى صيدها الثمين الشهيد محمود المبحوح فارتقى شهيدا ليكون منارة جديدة في طريق الجهاد والمقاومة والتحرير, وليفتح اغتياله كل الاحتمالات وعلى جميع الاتجاهات.
المصدر: الجزيرة
لأحد 22/2/1431 ه - الموافق7/2/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.