أكد الأستاذ محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» في حديث خصّ به «الشروق» ببيروت ان المصالحة وصلت الى طريق مسدود متهما واشنطن وتل أبيب بالعمل على استمرار الانقسام الفلسطيني.. السيد محمد نزال تحدّث في هذا اللقاء أيضا عن موقف حركته من الجهود الأمريكية للتسوية ومن مسألة الاعتراف بإسرائيل ومن صفقة الأسرى.. وفي ما يلي هذا الحوار: إلى أين وصلت جهود المصالحة الفلسطينية وماذا عن موقفكم من الورقة المصرية كأساس للحل بينكم وحركة «فتح»؟ برأيي أن المصالحة الوطنية وصلت الى طريق مسدود وأن سبب وصولها الى هذا الطريق المسدود يعود الى الموقف المصري الذي يصرّ على التوقيع على الورقة المصرية دون نقاشها او الاستماع الى ملاحظات حماس وبكل صراحة إذا لم ينزل الاخوة المصريون من الشجرة التي صعدوا إليها فإن الوصول الى مصالحة سيكون صعبا خصوصا ان الطرف الآخر قد رهن نفسه للموقف المصري. أنتم هنا تُحمّلون الطرف المصري جانبا من المسؤولية عن تعثّر المصالحة لكن ألا ترون أنكم كطرف فلسطيني مسؤولون بدوركم عن هذا الوضع برفضكم التنازل لصالح إنهاء الانقسام؟ أعتقد أن الإشكالية ليست فلسطينية لأن هناك تدخلا سافرا من قبل الاسرائيليين والأمريكان ويمكن الإشارة هنا الى الموقف الأمريكي الذي أبلغ المصريين بالفيتو على التوقيع على المصالحة ما لم تلتزم حماس بشروط اللجنة الرباعية.. ولهذا إذا سألت من هو الطرف الذي يعيق المصالحة فأقول إنها التدخلات الأمريكية والاسرائيلية.. لايزال الجدار الذي يتم تشييده على الحدود مع القطاع يثير الكثير من الجدل... كيف ستتعاطون في «حماس» مع هذه المسألة في ضوء تمسّك القاهرة بموقفها بهذا الشأن؟ أولا نحن أطلقنا على هذا الجدار اسم جدار العار لأنه لا يمكن لنا ان نستوعب أو أن نفهم أن يبني الشقيق جدارا في مواجهة شقيقه... ولا يمكن لنا أن نستوعب أن يتم تشييد هذا الجدار في الوقت الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصارا غير مسبوق ولهذا نحن نقول لأشقائنا في مصر نرجو منكم ان تستدركوا موقفكم وأن تبادروا الى وقف بناء الجدار. كيف تنظرون الى التهديدات الاسرائيلية المتواترة بشنّ عدوان جديد على القطاع... وهل ترون أن التعثّر القائم في مسار السلام يمكن ان يعزّز من هذه الفرضية؟ التهديد بالعدوان على قطاع غزة ليس جديدا وبرأيي أن جزءا من هذه التهديدات يأتي في إطار الحرب النفسية التي تهدف الى إخضاع «حماس» والشعب الفلسطيني لشروط العدو ونحن نتوقّع ان يكرّر الاسرائيليون عدوانهم الآثم الذي اقترفوه قبل عام ونيف ولكن ليس بالضرورة ان تترجم التهديدات الحالية الى عدوان قريب.. أبديتم مؤخرا تشاؤمكم حيال صفقة تبادل الأسرى... فماهي طبيعة العقبات التي تعطّل هذه الصفقة... وماذا عن مصيرها؟ لقد حققت هذه الصفقة تقدّما كبيرا خلال الفترة الماضية ولكن من المؤسف أن تدخلات أطراف إقليمية ودولية وفلسطينية حالت دون إتمام هذه الصفقة لأن هذه الأطراف تعتقد أن صفقة مشرفة يتم انجازها ستستفيد منها حركة «حماس» سياسيا... لكن أودّ ان أوضّح هنا أن حماس تعاملت فعلا لا قولا بمنطق وطني وليس بمنطق فئوي او حزبي وعلى الرغم من ذلك فإننا ماضون في عملية التفاوض عبر الوسيط الالماني ونحن على قناعة بأن هذه الصفقة ستجد في النهاية طريقها للتحقيق في وقت من الأوقات. يدور حديث منذ فترة عن موافقتكم على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967... فماهي حقيقة موقفكم من هذه المسألة؟ أودّ أن أؤكد ان هذا البرنامج ليس برنامج حركة حماس... بل هو الحدّ الأدنى الذي توافقت عليه القوى والفصائل الفلسطينية في وثيقة الوفاق الوطني التي وقّعت عام 2006 ونحن وافقنا على هذا البرنامج السياسي الذي يتضمّن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من جوان عام 1967. ... هذا هو موقفنا السياسي بوضوح... وماذا عن موقفكم بخصوص الاعتراف بإسرائيل؟ أي مبادرة تتضمّن الاعتراف بإسرائيل مرفوضة من قبل حماس وإلا لكانت الولاياتالمتحدة قد تعاملت معنا واعترفت بنا منذ زمن ولكن هذا الأمر يمثل بالنسبة إلينا خطا أحمر غير قابل للمساومة والتفاوض.. بعد فشل إدارة أوباما في إيجاد تسوية للقضية خلال عامها الأول هل تتوقعون منها تحرّكا جديا في هذا الاتجاه في ضوء الكشف عن ملامح خطة أمريكية لحل الصراع؟ برأيي أن تجربة العام التي مضت على العهدة الأوبامية أثبتت ان أوباما غير قادر على تجاوز مراكز القوة الحقيقية في الولاياتالمتحدة الخاضعة الى نفوذ وتأثير اللوبي الصهيوني ولهذا لا أتوقع أن الادارة الأمريكية ستطرح مبادرة أو تصوّرا أو برنامجا يمكن ان يؤدي الى تحقيق أماني وطموحات وتطلّعات الشعب الفلسطيني.. أقصد من خلال ما قلته أن أي مبادرة تطلقها الإدارة الأمريكية لن يكتب لها النجاح لأنها لا تستجيب الى تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني.. وأقول ذلك ليس من باب التنجيم السياسي ولكن بناء على المعطيات التي تابعناها خلال عام كامل مضى على العهدة الأوبامية. ولكن الحراك القائم في اتجاه إيجاد صيغة للتسوية تشارك فيه حتى أوساط عربية... فهل أنكم ضد هذه المساعي والتحرّكات العربية أيضا؟ أودّ التوضيح بأن حركة «حماس» لا تمانع في أي صيغة او مبادرة لتحريك المياه الراكدة في الساحتين الفلسطينية والعربية ونحن على قناعة بأن الفلسطينيين والعرب لديهم من أوراق القوة والضغط ما يمكن ان يحسّن اوضاعهم التفاوضية مع الأمريكان والاسرائيليين ولكن المؤسف ان بعض الفلسطينيين ومعظم العرب فرّطوا ويفرّطون في أوراق القوة لديهم.. لهذا برأيي أن المطلوب مؤتمرات قمّة مصغّرة وليس مؤتمرات موسعة بين القادة العرب لبحث جدّي وحقيقي في كيفية استعادة مواقفهم السياسية والديبلوماسية ولابدّ من التنسيق بل والتحالف مع دول إسلامية يمكن ان تشكّل داعما لمواقفهم وأحدد هنا تركيا وإيران وماليزيا وأندونيسيا..