برزت موهبته في حراسة المرمى منذ سن 16 عاما من بوابة نادي عمّال طنطا ثم نادي زيوت طنطا قبل أن يلتحق بنادي القرن في إفريقيا: الأهلي المصري عام 1978 ليصبح أحد الأعمدة الصلبة في تشكيلة الأهلي ومنتخب «الفراعنة» عندما نال شرف حراسة شباك المنتخب المصري خلال مونديال إيطاليا 1990. «الشروق» اتصلت بالحارس الدولي السابق للمنتخب المصري أحمد عبد العزيز شوبير ليلة مقابلة النهائي القاري بين المنتخبين المصري والغاني فكان الحوار التالي: يبدو أن الجماهير المصرية استعادت الأفراح بعد 72 يوما على «خيبة» الانسحاب من المونديال أليس كذلك؟ الحقيقة قد يكون من الصعب وصف الفرحة العارمة التي شهدتها الشوارع المصرية مباشرة إثر نهاية مقابلتنا أمام المنتخب الجزائري الشقيق ولا نبالغ إذا قلنا ان الملايين من الجماهير احتفلت بهذا الانتصار حتى مطلع الفجر. ولكن هل كنتم تنتظرون الفوز بنتيجة ثقيلة أمام الجزائر؟ أبدا، لم نكن نتوقع الانتصار برباعية كاملة خاصة بعد الأداء الباهر الذي ظهر به المنتخب الجزائري الشقيق أمام العملاق الايفواري ولا أنكر أن ظروف المقابلة خدمت المنتخب الوطني المصري في تحقيق هذا الانتصار العريض علما وأن الجزائر تستحق بطاقة الترشح الى المونديال فهذه الهزيمة وإن بدت ثقيلة لا تنقص شيئا من قيمة هذا المنتخب الذي قدم مردودا رائعا خلال التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم استحق على إثره بطاقة الترشح الى المونديال بجنوب إفريقيا 2010، أما منتخبنا الوطني المصري فيستحق بدوره الزعامة الافريقية والأرقام وحدها تعكس ما ذهبت إليه فمنتخب مصر حقق خمسة انتصارات (أمام نيجيريا والموزمبيق والبنين والكامرون والجزائر) ولم ينهزم في نهائيات كأس أمم إفريقيا طيلة 17 مقابلة أي منذ نهائيات 2004 أمام الجزائر والتي احتضنتها بلادكم آنذاك. وهذا يؤكد أن مواجهتكم أمام الجزائر كانت في إطار «ردّ الاعتبار» أليس كذلك؟ أبدا، فالمنتخب المصري نسي تماما مسألة الانسحاب من المونديال وتلك الهزيمة أيضا أمام الجزائر وأصبح كل تركيزه موجها لتتويج إفريقي جديد وما يؤكد كلامي هذا أن فرحة الشعب المصري بهذا الفوز أمام الجزائر لم تتجاوز العرف والأخلاق العامة بعيدا عن كل مظاهر الاستفزاز أو عدم المسؤولية ولم يتم حرق الأعلام أو ما شابه ذلك، فنحن نعدّه انتصارا عاديا في انتظار الظفر باللقب اليوم أمام غانا. تحدثت عن غانا كيف سيواجه «الفراعنة» هذا المنتخب الشاب؟ المنتخب الغاني يفتقد الى العديد من ركائزه الأساسية والفاعلة في الفريق على غرار اسيان ومونتاري.. في وقت يضمّ فيه منتخبنا الوطني عناصر الخبرة على غرار الكابتن أحمد حسن والحارس عصام الحضري وهو ما قد يرجّح كفة منتخبنا الوطني أمام نظيره الغاني. في نهائيات 2008 بغانا انتصر المنتخب المصري في الدور نصف النهائي برباعية أمام «الفيلة» ثم انتصر على الكامرون في النهائي بهدف لصفر، فهل تنتظر تكرار هذا السيناريو اليوم أمام غانا؟ قلت إن الأسبقية الفنية في صالح منتخبنا الوطني ولكن حذار من غانا فأنا أعتبر هذه المواجهة بمثابة مباراة في الملاكمة أي أن المنتخب المصري مطالب بالتسجيل منذ بداية المقابلة أي عليه أن يسدّد «الضربة القاضية» لمنافسه الغاني منذ انطلاق المقابلة حتى لا يتسنى ل«النجوم السوداء» العودة من جديد في النتيجة، فالمنتخب المصري سيسعى الى فرض ألوانه طيلة فترات المقابلة. وماذا عن الحارس عصام الحضري هل سيكون حاسما خلال هذه المواجهة خاصة أنه لم يتلقّ سوى هدفين؟ بكلّ صراحة شاهدت كل الحراس خلال نهائيات أنغولا واقتنعت أن الحارس المصري عصام الحضري هو الأفضل على الاطلاق في إفريقيا وسيكون له دور حاسم في هذه المقابلة فهو يمنح الأمان لرفاقه في الخط الورائي للمنتخب المصري. تحدثت عن الخط الورائي للمنتخب المصري، فهل يستطيع حسن شحاتة تعويض غياب المدافع محمود فتح اللّه؟ المنتخب المصري اعتاد على الغيابات فهو لم يتأثر بغياب صانع ألعابه محمد أبو تريكة وهدافه عمرو زكي لأن منتخبنا الوطني يمتلك احتياطيا ثريا على دكّة البدلاء. وبمَ تختم هذا الحوار؟ أريد أن أتوجّه بالشكر الى الاعلام التونسي والى الشعب التونسي عموما وأقول أن العلاقات العربية أكبر من أن تهدمها مجرّد تصريحات وأتمنى أن يساند كل العرب منتخبنا المصري فهو في حاجة الى هذه المساندة لأن المنتخب المصري سيحقق إن شاء الله انتصارا عربيا شاملا سيسعد الملايين في مختلف أنحاء العالم العربي.