وزير الإقتصاد يشرف على الإجتماع الأول للمجلس الوطني للتعاون الفني    هاو علاش عقد الكراء يلزم يكون مكتوب باستشارة محامي!    توزر: الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري يقلل من خطورة ظهور حشرة البق على أشجار النخيل ومن تأثيرها على الانتاج    مدنين: الميناء التجاري بجرجيس يستقبل ثاني رحلة عودة لابناء تونس المقيمين بالخارج    ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية على دول بريكس    موسم السياحة في خطر بسبب إشاعات الطقس    المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب بولاية منوبة يومي 8 و9 جويلية    الدكتور التونسي حبيب قمرة يتحصّل على ''وسام الشمس المشرقة، أشعة ذهبية مع وردية''    تسجيل 65 بين حالة ومحاولة انتحار خلال النصف الاول من سنة 2025    تأجيل محاكمة وزير أسبق وبلحسن الطرابلسي إلى 13 أكتوبر المقبل    الندوة الصحفية لمهرجان جمال: "مرتضى" في الافتتاح وأمينة فاخت في الإختتام    ما لا تعرفه عن لعبة الديناصور في غوغل: متعة خفية قد تستمرّ 17 مليون سنة!    الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف عن مواعيد المسابقات الوطنية للموسم الرياضي 2025-2026    إنتقالات: الملعب التونسي ينجح في تجديد عقد نجم الفريق    هجوم برتغالي على رونالدو لتخلفه عن جنازة جوتا وهذا هو سر غيابه    الحبيب زيتونة: التضخم في تونس ما زال مرتفعًا رغم استقراره عند 5,4% في جوان 2025    "إشاعات تحاصر الشواطىء".. ومعهد الرصد الجوي يطمئن    الحماية المدنية : 132 تدخل لااطفاء الحرائق خلال 24 ساعة الماضية    تنديد عربي وفلسطيني باعتقال مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين المحتلة    بدنك شايح وناقص ''hydratation''؟ راو خطر صامت رد بالك    جريمة مروعة/ اكتشف علاقتهما فقاما بقتله: امرأة تنهي حياة زوجها بمساعدة عشيقها..    قبل أسبوع فقط على زواجه: وفاة عون حرس في حادثة مؤلمة..!    طوابع بريدية جديدة تُكرّم محميات تونس الطبيعية    للتوانسة بالخارج : فلوسك تنجم تتحجز في المطار إذا ما صرّحتش بالعملة ...تفاصيل    رد بالك من البحر نهار الثلاثاء والخميس! عامر بحبّة يحذّر من اضطرابات جوية مفاجئة    بطولة ويمبلدون للتنس - ألكاراز يتأهل لربع النهائي    الشركة الجهوية للنقل بنابل.. برمجة عدة سفرات على مستوى الخطوط نحو الشواطئ (وثائق)    اعتقالات في سوريا تطال عناصر مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني    إنقاذ 20 مهاجرا غير شرعي قبالة هذه السواحل..#خبر_عاجل    عاجل/ الجيش الإسرائيلي يستهدف مواقع حوثية في اليمن ب60 قنبلة..    لمواجهة الحرّ: 2 مليون ''كليماتيزور'' في تونس    كي تخدم الكليماتيزور في 16 درجة: تعرفش قداه تستهلك ضوء؟    انطلاق التسجيل في خدمة الحصول على نتائج التوجيه الجامعي للمترشحين لدورة المتفوقين    جندوبة: مندوبية التنمية الفلاحيّة تتفاعل مع الشروق أون لاين    المدير الجهوي للتجارة بنابل ل"الشروق أون لاين": برنامج خصوصي للمراقبة وكافّة المواد الأساسية متوفّرة    النادي الإفريقي: تعيين «الجنرال» مديرا جديدا للحديقة    عاجل/ نشرة تحذيرية جديدة للحماية المدنية..وهذه التفاصيل..    فيبالك.. الي البطيخ في الصيف يولي دواء    من غير كليماتيزور ولا مروحة : الطريقة هاذي باش تخليك تبرد دارك،ب0 مليم!    كاس العالم للاندية : مبابي لم يلحق ببعثة ريال مدريد إلى ميامي بسبب اختبار المنشطات    البطولة العربية لكرة السلة للسيدات: المنتخب الوطني يبلغ النهائي    ليفربول يقرر العودة للتدريبات غدا الثلاثاء بعد تأجيلها بسبب وفاة لاعبه غوتا    عاجل/ هذه حقيقة تعرض البريد التونسي إلى اختراقات سيبرنية..    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات "تكساس هيل كنتري" إلى 82 قتيلاً    نفوق دلفين في شاطئ حمّام الأنف يثير القلق حول تلوّث المياه وغياب الحوكمة البيئية    بكالوريا: اليوم انطلاق التسجيل في خدمة ال SMSلنتائج دورة المراقبة    غابت عنها البرمجة الصيفية ...تلفزاتنا خارج الخدمة    الفنانة نبيلة عبيد تستغيث بوزير الثقافة المصري: 'أودي تاريخي فين؟'    تاريخ الخيانات السياسية (7): ابن مُلجم و غدره بعلي بن أبي طالب    شنية سرّ السخانة في جويلية.. بالرغم الي أحنا بعاد على الشمس؟    صحتك في الصيف: المشروبات الباردة والحلويّات: عادات غذائية صيفية «تُدمّر» الفمّ والأسنان !    وزارة الثقافة تنعى فقيد الأسرة الثقافية فتحي بن مسعود العجمي    الفنان غازي العيادي يعود إلى المهرجانات بسهرة "حبيت زماني"    عادل إمام يتوسط عائلته في صورة نادرة بعد غياب طويل بمناسبة عقد قران حفيده    نوردو ... رحلة فنان لم يفقد البوصلة    تاريخ الخيانات السياسية (6) .. أبو لؤلؤة المجوسي يقتل الفاروق    بالمرصاد : لنعوّض رجم الشيطان برجم خونة الوطن    تذكير بقدرة الله على نصرة المظلومين: ما قصة يوم عاشوراء ولماذا يصومه المسلمون ؟!..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» في بيروت (3/3): حين تقاوم «باريس الشرق» الألم والحرب... بالأمل والحب
نشر في الشروق يوم 02 - 02 - 2010


بيروت (الشروق): من مبعوثنا الخاص: النوري الصّل
للمرة الأولى تتاح لي فرصة زيارة بيروت. مدينة لطالما رسمها الشعراء والادباء في مخيلتي ولطالما ظلّت حاضرة في البال بسبب الاحداث التي مرت على لبنان منذ عقود من الزمن... أحداث دامية ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء بيروت... ولكن رغم ذلك حافظت هذه المدينة على عوالمها... وحكاياتها الجميلة... التي لا تشبهها حكايات... وحافظت على ابتسامتها رغم الجرح الذي لايزال في جسدها... فعندما كانت الطائرة تتهيأ ل «تقبيل» الارض اللبنانية في مطار رفيق الحريري وعلى يمين المدرج مباشرة يلتقيك ساحل البحر... لا تفصله عن المدرج سوى بضعة أمتار وسلك شائك... وعبر نافذة الطائرة في جهتها اليمنى «تبتسم» لك بيروت على طريقتها... لتحكي لك شيئا من حكاياتها... حكايات الحرب... والجمال والحب... وتبدأ الرحلة... التي لا تملك إلا أن تستسلم لها... للوهلة الاولى تستوقفك بيروت بحيويتها ونشاطها... فهذه المدينة تبدو لك متحركة بقوة سحرية غريبة وعجيبة في نفس الوقت... تبدو مفتوحة على نفسها وعلى غيرها تحاور... وتعيش... تتجادل فيه الاسئلة السياسية والثقافية والاجتماعية بشكل دائم... كما لو أنها تريد أن تسترد ذلك الوقت الذي أضاعته في سنوات الحرب الاهلية المدمرة... تتحرك بيروت ليلا ونهارا... وتكاد الحياة فيها لا تتوقف أصلا... وهي تحاول أن تنزع عن نفسها ما تبقّى من ثوب الخراب لتعود الى واجهة العمران ولتستعيد لقبها... «عاصمة الاناقة العربية» الذي «سرقته» منها سنوات الحروب والصراعات الاهلية... هذه الحروب والصراعات التي تركت آثارها على بعض البنايات لتذكّر اللبنانيين بالايام العصيبة التي مرّوا بها نتيجة أزمات متتالية... غير أنها لم تنجح في «دفن» مظاهر الحياة في بيروت... هنا حيث رسالة الحياة ترتفع بارتفاع مبان جديدة... أراد من خلالها اللبنانيون أن يقولوا إن إرادتهم في الحياة أكبر من كل شيء... وأقوى من كل شيء... حتى من الموت نفسه... بل إن ما يستوقفك هنا أن الناس بعد كل أزمة يزدادون اقتناعا بأن الحياة أجمل... وأنت تجوب بيروت لا تستطيع أن تمرّ دون أن تزور «شارع الحمراء»... فهذا الشارع ينبض بالحياة ليلا ونهارا... وهو يشكل ملتقى المثقفين رغم أنه يجمع تناقضات قد لا تكون موجودة إلا في هذا الشارع حيث تجتمع مقاهي المثقفين والكتّاب مع المحلات التجارية مما يجعله قبلة الناس في كل يوم... وقد يبدو لك من غير المقبول أن تزور بيروت دون أن تمر على عدد من المعالم التي صارت ترتبط بلبنان وتحوّلاته السياسية ومشهده الامني... مكان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري... والضاحية الجنوبية وكذلك مقر جريدة النهار التي تمثل ذاكرة لبنان بكل حيثياتها... المسافة من «شارع الحمراء» الى الضاحية الجنوبية هي كيلومترات معدودة لكنك بمقياس الزمن قد تحتاج الى أكثر من نصف الساعة للوصول الى الضاحية على متن «التاكسي» أو «السرفيس» كما يسمّيها اللبنانيون وذلك بسبب الازدحام الشديد الذي تعاني منه بيروت في كل الاوقات من النهار والليل على حد سواء... وما إن تطأ قدماك الضاحية حتى ترى المكان يعجّ بصور نصر الله الأمين العام ل «حزب الله» ونبيه برّي وصور الشهداء... لم يكن المكان يوحي بأن حربا قد مرّت من هنا.. فقد تمكّن «حزب اللّه» ومسؤسساته الإنمائية والاجتماعية من إعادة الحياة إلى سالف نشاطها وإنهاء جانب كبير من مظاهر العدوان الاسرائيلي المركّز على الضاحية الجنوبية..
تفرض فكرة «دولة داخل الدولة» نفسها في ذهن كل من يتجوّل في أحياء الضاحية عند النظر إلى المباني أو المارة في الشوارع.. ويعتبر قاطنو الضاحية أن هذه الخصوصية التي تخضع لها منطقتهم وإن كان البعض يصنّفها على أنها «دولة داخل الدولة» فإنها من حقّ المقاومة لحماية الوطن والذود عن حرمته واستقلاله.. وربما هذه كلمة السرّ في صمود هذه المنطقة ومقاومتها وهي التي كانت أكثر المناطق عرضة للتدمير.. خلال العدوان الاسرائيلي الأخير.. وربما أيضا تغالبت على جراحها وآلامها في أسرع وقت كالعنقاء حين تنتفض من تحت الرماد.. ألم يقل أحد المفكرين العرب ذات يوم إن بيروت هي المدينة الوحيدة في العالم التي تحمل روحها.. في جسدها وفوق جروحها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.