انطلقت يوم 15 جانفي المنقضي زراعة مشاتل الطماطم في المنابت على أن يتم نقلها بداية شهر مارس المقبل الى المزارع... مع توقعات بنقص مساحات الانتاج هذا العام... إذ لم يخف كاتب عام الجامعة المهنية السيد عبد الحميد الصغير مخاوف وترددات المنتجين من الاقبال على الزراعة خلال الفترة القادمة. وقال في تصريح ل«الشروق» ان ترددات حصيلة موسم 2009 قد يتواصل مداها خلال الموسم الجديد. رغم توسّع المساحات المزروعة بزيادة بلغت حوالي 200 هكتار شهد انتاج الطماطم خلال موسم 2009 تراجعا في المردودية بلغ حوالي 10 آلاف طن في الهكتار الواحد... اذ تراجع الانتاج من مليون و100 طن عام 2008 الى 920 ألف طن فقط عام 2009. الحافرة أسباب عديدة فسّر بها السيد عبد الحميد الصغير ارتباك حصيلة موسم 2009... أبرزها كان ظهور حافرة الطماطم في شهر ماي الماضي أي في أواخر الموسم مما أدى الى خسارة نبتة الطماطم في مختلف المزارع بالبلاد. هذه الحافرة أو الفراشة أو الانفلونزا كما تطلق عليها التسميات هي مرض تعيش على وقعه مزارع الطماطم في أمريكا اللاتينية منذ حوالي 20 سنة. وبعد وصوله الى اسبانيا دخل المرض شمال افريقيا من بوابة المغرب ليصل الى تونس في شهر أكتوبر 2008...ثم استفحل في المزارع في شهر ماي 2009. ويؤكد عبد الحميد الصغير أن المرض يمسّ اليوم تقريبا مزارع الطماطم في كامل الحوض المتوسطي. لا يمكن القضاء على هذا المرض بشكل نهائي كما يقول محدثنا... لكن يمكن التخفيف من انتشاره بالمتابعة. وأوضح أن الأطراف المعنية وضعت خطة لمقاومة الحشرة خلال الموسم الحالي منها توفير الأدوية اللازمة والدعم بنسبة 50٪ لاقتناء «الكابسولات» (نوع من الأدوية)... لكن هذه الخطة لاتكفي لإنجاح الموسم على حدّ قوله. ميزانية المزارع يقول «يجب اقرار دعم مضاعف لفائدة المنتجبين على كل الأدوية اللازمة لمقاومة هذه الحافرة والحد من انتشارها... كما يجب دعم المراقبة الفنية لنقل المشاتل من المنابت الى المزارع حتى تكون عملية النقل ذات مواصفات». وأكد كاتب عام الجامعة المهنية على أن متابعة «نشاط» هذه الحشرة يتم مباشرة بعد الخمسة عشر يوما الموالية لنقل المشاتل. وطالب بأهمية تحديد قائمة الأدوية الخاصة بها خاصة منها ذات الجودة وتوفيرها في الاسواق حتى تكون في متناول المزارعين... علما وان هؤلاء كانوا يجهلون تلك الادوية خلال الموسم الماضي. كما لم يخف المتحدث ان كثرة الأداءات وارتفاعها تثقل كاهل المزارع... وربما مثلت السبب الثاني الأبرز لتراجع الاقبال على الزراعة. وأكد ان تعديل السعر المرجعي للكيلوغرام الواحد عند الانتاج من شأنه أن يحافظ على الموازنات المالية للمزارع وبالتالي يعيدة الى الزراعة ويرفّع من المنتوج. أسماء سحبون أرقام تحتل تونس المرتبة الثامنة عالميا في انتاج الطماطم .. كما تحتل المرتبة الأولى عالميا على مستوى الاستهلاك الفردي للطماطم بمعدل 55 كلغ للفرد الواحد سنويا. سجل انتاج الطماطم الموسم المنقضي تراجعا في المردودية قدّر ب 10 آلاف طن في الهكتار الواحد .. اذ تراجع من مليون و 100 طن عام 2008 الى 920 ألف طن عام 2009. ارتفع معدل الاستهلاك الوطني للطماطم من 85 ألف طن خلال سنوات 2006/2008 الى 107 الاف طن عام 2009 .. زيادة يمكن تفسيرها بارتفاع حجم اقبال السياح المغاربة على معجون الطماطم التونسي. بلغ حجم الكميات المحولة الموسم المنقضي 680 ألف طن .. ويتوفر في المخازن 120 ألفا مثلت المخزون الاستراتيجي التعديلي .. تراجعت صادراتنا من الطماطم من 40 ألف طن عام 2008 الى 8 الاف طن فقط عام 2009. تمثل ليبيا الوجهة التصديرية الأولى لمعجون الطماطم التونسي بنسبة 90% تليها الجزائر بنسبة 8% .. وتتقاسم الدول الأوروبية وخاصة فرنسا النسبة المتبقية.