انتظمت يوم السبت الماضي بالقيروان أشغال مؤتمر الأيام الطبية الأولى لطب العيون تناول بالتشريح أسباب أمراض العيون وفقدان البصر والوقاية منه. حضره نحو 150 أستاذا وجراحا من أطباء العيون بمستشفيات وعيادات الجمهورية قدموا عديد المداخلات في محاور المؤتمر. المؤتمر الطبي تضمن نحو 30 مداخلة علمية تطرق خلالها مختصون فى طب العيون الى محورين أساسيين من أمهات المواضيع المتعلقة بأمراض الكحلي وأمراض الشبكية. وتناولت الندوة بالتشريح والشرح أسباب أمراض «الماء الأزرق» والتهاب الشبكية وعلاقتهما بمرض السكري كما تناولت طرق العلاج والعمليات المتقدمة مؤكدين دور عامل الوقاية وأهمية الفحص المبكر في القضاء على أمراض العيون التي تؤدي الى مشاكل صحية تؤدي عند غياب او تأخر العلاج الى فقدان البصر الذي يقدر عدد المصابين به بالآلاف. كما تحدث السيد عماد شاكر، رئيس الاتحاد الوطنى للمكفوفين عن دور الاتحاد في الوقاية من أمراض العيون. العلاج متوفّر والوقاية أنجع في مداخلته الافتتاحية اكد الدكتور جلال طقطق رئيس قسم أمراض العيون بمستشفى ابن الجزار بالقيروان(المشرف على الندوة) أن الأمراض المتسببة في فقدان البصر هي (العمى) مثل «الماء الأبيض» الذي يمثل 25%، و«الماء الأزرق» ويمثل 5%، وترتفع عند مرضى السكري الى 10 بالمائة ومرض «التهاب الشبكية» الذي تربطه علاقة وطيدة بمرض السكرى وتمثل 12%. وعن علاج هذه الأمراض أكد الدكتور طقطق ان العلاج متوفر لكنه مكلف في مراحل متقدمة من المرض. الا انه اكد أهمية الكشف المبكر في الحد من خطورة المرض وبالتالي تحقيق نجاعة أفضل في العلاج. وتتمثل طرق العلاج، في ثلاث طرق وهي العلاج بالأدوية وهو مكلف جدا بالنسبة للمريض، والعلاج بالأشعة، والعلاج بالجراحة. داعيا في نفس الوقت الى الأخذ بأسباب الوقاية التي تجنّب الإصابة وتمكن من العلاج وتعفي من تكاليفه الباهظة وانعكاساته الصحية. التدخين ... ومرض العصر وفي لقاء مع الشروق، أكد الدكتور نجيب شاشية (رئيس قسم سابق) الذي قدم محاضرة عن جديد جراحة أمراض العيون، ان أمراض العيون تحولت من طورها الجرثومي إبان الاستقلال عندما كانت تقتصر على أمراض الرمد والالتهاب الجرثومي وتجاوزها الى أمراض التدخين والسكري والماء الأزرق الذي يمثل ثاني سبب لفقدان البصر في تونس ويتوزع بين مزمن (80 بالمائة) وحاد(20 بالمائة) وأسبابه جينية ووراثية. من جهة ثانية، أكد الدكتور شاشية أن عدد المصابين بأمراض العيون يفوق العشرة ألاف في بلادنا لكنه دون حصر. مبينا أن إصابة المريض الذي يتجاوز ال60 من عمره بالعمى هي بسبب «الماء الأزرق». كما أكد أن طب العيون تقدم وأصبح دقيقا ويستقطب الشبان كاختصاص. وعن أهمية الندوة اكد شاشية أنها تتيح التعرف على آخر المستجدات مؤكدا إسهام المدرسة العربية في طب العيون التي كان رائدها ابن الهيثم مبينا أن هذا الاختصاص أصبح دقيقا ومتطورا اليوم. الوقاية والتحليل الدكتورة ريم الهميم أكدت من جهتها ل»الشروق» ان مرض «الماء الأبيض» يعد أهم متسبب في أمراض العيون مبينة انه يمكن معالجته إذا أدرك في طوره الأول ثم يأتي مرض «الماء الأزرق» كثاني أهم سبب لفقدان البصر. وأكدت الدكتورة ان عمر المريض وسنوات مرضه هي التي تحدد تأثير الأمراض في فقدان البصر علاوة على بعض العوامل الوراثية وأيضا التدخين. وبينت ان بعض المرضى يصابون بأحد أمراض العيون ولا يتفطنون الى ذلك سوى في مرحلة متأخرة يصعب معها العلاج داعية من بلغ سن الأربعين القيام بالتحاليل كإجراء وقائي يحمي من تلك الأمراض ويمكن من تداركها بالعلاج في صورة الإصابة. السكري... والعمى الدكتور محمد الورتاني رئيس قسم الطب بمستشفى ابن الجزار بالقيروان أكد في مداخلته الصلة الوثيقة بين مرض السكري وأمراض العيون. وبيّن أنه من مخلفات مرض السكري في العيون انه يؤدي الى التهاب الشبكية التي تؤدي بنسبة 5بالمائة الى فقدان البصر في صورة عدم الوقاية والمتابعة. وأكد أن مرض السكري يمثل ثاني أكبر متسبب لفقدان البصر موضحا أن 10 بالمائة من المجتمع التونسي مصاب بأمراض السكري. وقد دعا الدكتور خميس النقاطي في مداخلته المسائية الى مراقبة مرض السكري نظرا لخطورته على أمراض العيون مؤكدا أنه كلما كان المريض غير مراقب كان المرض أخطر. وتحدث الدكتور نبيل مهيري الاختصاصي فى طب العيون عن دور المنظمة العالمية للصحة فى الوقاية من مرض فقدان البصر( العمى). عيادة واحدة لا تكفي هذا ويوفر مستشفى ابن الجزار بالقيروان عيادة في اختصاص أمراض العيون يقبل عليها بشكل مكثف عدد كبير من المرضى من مختلف الأعمار وحالات المرض ويشرف عليها طبيب واحد وتشهد يوم الأربعاء من كل أسبوع اكتظاظا شديدا من الصباح الى المساء ولعل ما تقدم من معطيات عن خطورة المرض وضرورة الإسراع بالعلاج يقتضي القضاء على المواعيد البعيدة المدى والطوابير وقد يتسنى ذلك بتخصيص عيادة ثانية بالمستشفى الجهوي ابن الجزار... وحبذا لو تتحقق في القريب العاجل.