عادة ما يقترن نجاح أي فريق كرة قدم بتضافر عوامل عديدة ترتفع بهذا الفريق الى مرتبة تجعله يقفز على بقية المنافسين غير ان امتلاك مدرب يعرف مهمته جيدا قد يحدث فارقا كبيرا ويجعل انجازات اي فريق تسجل باسمه رغم وجوده في ظروف لا يمكن ان تؤدي الا للنجاح. هذه الحالة تنطبق على «المعلّم» حسن شحاتة الذي حقق رقما قياسيا عالميا مع المنتخب المصري لم يسبق لأي مدرب أن ناله وهو الفوز بلقب قاري في ثلاث مناسبات متتالية. مدرّب ناجح بكل المقاييس رغم ان حسن شحاتة حصل على جيل من اللاعبين يتمناه كل مدرب الا انه مدرب ناجح، منذ توليه تدريب المنتخب المصري في 28 أكتوبر 2004 وفاز بكأس افريقيا للشباب سنة 2003، وثلاثة كؤوس افريقية متتالية (200620082010) وبطولة كرة القدم في دورة الألعاب العربية سنة 2007 كما نجح في احراج الكبار في كأس القارات عندما انهزم بصعوبة امام البرازيل بأربعة أهداف مقابل ثلاثة وأخضع منتخب الأزوري لهزيمة استقرت على نتيجة هدف يتيم. نجاحات هذا المدرب تواصلت برقم قياسي جديد فهو لم ينهزم مع المنتخب المصري في مسابقة كأس امم افريقيا في 19 مباراة متتالية. عمل هذا المدرب برز في قيمته فهو يقدّم نجما جديدا في سماء الكرة الافريقية في كل دورة ويراهن عليه فقدم عمرو زكي في 2006 وحسني عبد ربه في 2008 ومحمد ناجي جدّو في 2010. فرق شاسع طالب الجمهور التونسي بتعيين فوزي البنزرتي على رأس المنتخب مستندين الى مقياس «الوطنية» الذي يجمع الرجلين وتقاطعهما في نفس الثراء من حيث السيرة الذاتية، لكن آمال هذا الجمهور تبخّرت لأن البنزرتي لم يفعل شيئا مقارنة بحسن شحاتة فقد عجز عن تحقيق الفوز في كل المباريات الرسمية مع المنتخب التونسي فتعادل مع الكونغو في دورة 1994 بهدف مقابل هدف وعندما عاد الى الإشراف على المنتخب في دورة 2010 عجز عن تحقيق الفوز فتعادل في مبارياته ثلاث في الدور الأول أمام زمبيا والغابون والكامرون وسبق المشاركة بهزيمة ودية ضدّ غامبيا (21) ولم يسجل منتخبنا تحت قيادته سوى هدفين في كان أنغولا 2010 على اعتبار ان الهدف الثالث كان هدية من مدافع المنتخب الكامروني «شيدجو» وقبلنا ثلاثة أهداف مستحقة. هنا البون شاسع بين «المعلم» شحاتة وبين البنزرتي ولا يمكن للمعادلة ان تتساوى في اي حال من الأحوال لذلك فإن المقارنة لا تجوز!؟