كلّما ذهبت الى القاهرة لا أستطيع أن أمرّ على ريش كل يوم لشرب قهوة مع صور الكبار ...كبار الأدباء العرب والمصريين ! فمقهى ريش في شارع طلعت حرب وسط القاهرة التي كانت ملتقى الأدباء والشعراء لم يبق من زمنها الجميل إلاّ الصور من نجيب محفوظ الى صلاح عبدالصبور وعبدالوهاب البياتي وتوفيق الحكيم ويوسف أدريس وأمل دنقل وإحسان عبدالقدوس ويحيى طاهر عبدالله ونجيب سرور وصلاح جاهين وغيرهم فكل الذين صنعوا مجد ريش رحلوا بلا رجعة والفضاء الذي كان يعجّ بنقاش الأدباء وضجيجهم أصبح من أغلى الأماكن السياحية ولم يبق منه إلاّ الصّور التي يباهي بها صاحب المحلّ أمام السيّاح الذين يأتون لريش أساسا لأنّها مقهى ومطعم الأدباء! إنّ التّحولات التي عاشتها ريش ليست خاصة بها فالزّمن غير الزّمن وكل شيء يباع الأن حتّى الصور والذكريات فمقهى فلور في باريس لم يبق منه إلاّ ذكريات سارتر وسيمون دي بوفوار وكذلك ريش!