التراجع الذي شهدته نتائج الترجي الرياضي والذي فرض عليها الخروج في أعقاب سبع مباريات كاملة دون انتصار واحد من جهة والانسحاب من تصفيات الكأس مبكرا وذلك أمام النادي الصفاقسي وقبله التفريط في لقب اتحاد شمال افريقيا أمام وفاق سطيف جعل (أي التراجع) عديد الاطراف الرياضية تتساءل عن الأسباب ونحن بدورنا طرحنا السؤال على بعض اللاعبين القدامى فكانت اجاباتهم كالآتي: عبد المجيد القوبنطيني: الجامعة هي السّبب بشكل أو بآخر فإن الجامعة تبقى هي السبب الرئيسي لهذا التراجع الذي ظهرت ملامحه منذ رغبتها في خدمات فوزي البنزرتي والتعاقد معه بصفة مؤقتة في فترة «الكان» قبل العودة اليه بعد تلك التظاهرة القارية حيث فقدت المجموعة التركيز بعد أن كانت متماسكة ومتناغمة الى أبعد الحدود وعلى أتم الاستعداد للعب على كل الواجهات الوطنية منها والمغاربية والقارية لتجد نفسها قد خسرت الكأس في تونس ولقب الاتحاد المغاربي (أو شمال افريقيا) وتعيش فترة شك واضطراب وأعتقد أن الترجي كبير ويستطيع تدارك أمره وتوفير الحلول الملائمة له لتصحيح المسار بما يتماشى وما تبقى من الطموح نتيجة لخبرته وقدرة أسرته ككل على ذلك وهو ما يعني ان فوزي البنزرتي أو أي طرف آخر من الترجي سواء في الهيئة أو من اللاعبين وأيضا الجمهور كان متسببا في ذلك وبالتالي أعود لأشير الى أن الجامعة هي التي تتحمل المسؤولية وبمفردها ويمكن الرجوع الى ما حصل مع الملعب التونسي حين كان حيزم مدربه وتحول الى المنتخب بعدها على غرار ما حصل للترجي ولفوزي حاليا. سراج الدين الشيحي: فترة حساسة... ولتوقف البطولة سببه ما يمكن الاشارة اليه حسب رأيي هو أن تحول فوزي البنزرتي الى المنتخب وهو يشرف على حظوظ الترجي وذلك في فترة دقيقة وحساسة لنا أو لفريقنا الذي يلعب على كل الواجهات ساهم في بعثرة الاجواء على الرغم من أن صديقنا وزميلنا ماهر الكنزاري ظل على العهد يقوم بكل واجباته كمدرب مساعد... ومن جهة أخرى فإن توقف البطولة أو ما يسمى بالركون ما بين مرحلتي الذهاب والاياب هو أيضا كان سببا في ذلك باعتبار أن الترجي كان في أوج عطائه ونسقه ومرشحا للفوز بكل الألقاب الا أن هذا الركون الى الراحة وبعده عودة الترجي لخوض لقاءين متأخرين كأسا وبطولة جعل المهمة تكون صعبة ككل رجوع بعد توقف وخاصة للاندية الكبرى وخاصة إذا طالت فترة التوقف هذه... ولذلك فإن التراجع هذا قد لا يطول وقد يعود بعده فريقنا الىمستواه وأكثر ليقفز بخطوات عملاقة الى الأمام للدفاع عن حظوظه بأكثر عزيمة وتماسك واصرار. شكري الواعر: مسؤولية مشتركة... ولكن أي تراجع وفي أي جمعية تبقى فيه المسؤولية مشتركة بين مختلف الأطراف خاصة أن التوفيق عند ازدواجية المسؤوليات يبقى صعبا فضلا عن جوانب اخرى يطول التوغل في ثناياها الا أن الترجي وبشكل أو بآخر لا يتأثر بهذا التراجع او بغيره يستطيع التدارك بسرعة ليعود الى صولاته وجولاته ويدافع عما تبقى من ألقابه بشرط التكامل والانسجام والتواصل الايجابي بين مختلف أطرافه دون تحميل المسؤولية لهذا بصفة فردية أو ذاك باعتبار أن الترجي كبير ويدرك أن قوته في تكامل عناصر مختلف أفراد أسرته من أحباء ولاعبين وهيئة مديرة وإطار فني وغيرهم من المتعاطفين. علي بن ناجي: المشكل ليس في البنزرتي ما يحصل في الترجي الآن بعد سلسلة التعادلات أعتبره شخصيا نتيجة لغياب النجاعة الهجومية عن الفريق لذلك لا يمكننا ان نحمّل البنزرتي المسؤولية كلّها بمفرده في ظل الظروف التي مرّ بها الفريق بداية من الظروف الصعبة التي جرت فيها التحضيرات والتشتت بين المنتخب والترجي ما جعل البنزرتي لا يجد الوقت الكافي لاعداد فريقه بالشكل المطلوب والنتيجة كما قلت عجز هجومي عن تجميع الفرص ومشكلة دفاعية في التركيز الى أواخر المباراة. المسؤولية في نظري يتحمّلها الجميع، اللاعبون والمدرّب على حد السواء ولا يجب ان نحمّل البنزرتي فقط مسؤولية الخيبات لأنه سبق وحقق نتائج ايجابية جدا مع الفريق وحتى لا أتدخّل في الأمور المتعلقة بعزل أو تثبيت المدرب أقول أن مشكلة الترجي في الوقت الحالي لا تتمثل في تغيير المدرّب. زياد التلمساني: رحيل البنزرتي لن ينفع الترجي لا أعتقد أن التفكير في تغيير المدرب يعني الاستغناء عن البنزرتي أنه سينفع الترجي، فالرجل قام بعمل كبير طوال السنة الماضية وهو من أبرز المدربين الموجودين في تونس في الوقت الحالي. كما أنه لا يجب ان يذهب ضحية عدّة عوامل وظروف اجتمعت لتجعل الترجي يمرّ بفترة فراغ أعتبرها عادية ويمكن ان يمرّ بها أي فريق. يمكن أن نتفق على أن الازدواجية في المهام بين المنتخب والترجي قد لخبط نوعا ما حسابات البنزرتي لكن يجب أن نتحدث عن نقص في بعض المراكز داخل الفريق لولا أن المجموعة الحالية قادرة على مواصلة المنافسة بجدية على لقب البطولة لذلك لا يجب أن نختزل ما يحصل في شخص المدرّب. الآن يجب الترفيع في معنويات اللاعبين والدّفع بهم نحو الايجابية في التفكير لتجاوز هذه المرحلة التي تتطلب التفاف الجميع حول فريقهم. علي الخميلي ومحمد الهمامي السيد سليم شيبوب ل «الشروق»: ازدواجية مهمة البنزرتي أضرّت بالفريق ما أشبه اليوم بالبارحة فقد سبق للترجي الرياضي التونسي أن سمح للمدرب البولوني بيتشنزاك بتولّي مهمة تدريب المنتخب الوطني والترجي في الوقت نفسه إيمانا من العائلة الترجية بأن المصلحة الوطنية تبقى فوق كل الاعتبارات وإذا كان ذلك على حساب القلعة الحمراء والصفراء. هذا ما حدث اليوم ولكن اختلفت الاسماء فعوضا عن بيتشنزاك جاء المدرب فوزي البنزرتي الذي وجد نفسه مجبرا على مهمة مزدوجة أيضا في صلب المنتخب والترجي. «الشروق» اتصلت بالسيد سليم شيبوب الرئيس السابق للترجي الرياضي التونسي فكان رأيه كالآتي: «أظن أن هذه الازدواجية في المهام فُرضت على فريق الترجي الرياضي التونسي الذي ظل عبر تاريخه من الجمعيات الرياضية التي تضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات واعتاد الترجي على تقديم التضحيات الجسام في سبيل الوطن حتى وإن كان ذلك على حساب مصلحة الترجي فما وصل اليه الفريق خلال المدة الاخيرة من تراجع على مستوى النتائج يعود ولو نسبيا الى النقص الواضح في التركيز الذي أصبح باديا على المدرب فوزي البنزرتي ولكن والحمد لله أن الترجي الرياضي التونسي بحوزته فارق معين من النقاط كان بمثابة الاحتياطي الذي واجه به هذه الفترة والترجي حاليا في حاجة الى عامل الاستقرار الفني والتفاف جميع الاطراف من حوله حتى يستعيد نتائجه المعهودة فلا أحد ينكر الاضافة التي قدمها فوزي البنزرتي صلب الفريق خاصة وأن الفريق مقدم على رابطة الابطال الافريقية وأعود لأكرر أن المهمة المزدوجة للمدرب فوزي البنزرتي ساهمت بنسبة معينة فحسب في تراجع مردود الفريق». سامي حمّاني الجمهور للبنزرتي: نسألك الرحيل... وعندنا أكثر من بديل سبق للمدرب خالد بن يحيى أن قاد فريق الترجي الرياضي التونسي الى التتويج بكأس تونس عام 1997 ثم بالثنائي موسم 2005 2006 ولكن بمجرد أن حقق الفريق خمسة تعادلات متتالية تم التخلي عن خدماته على الفور... أما اليوم فقد حقق المدرب فوزي البنزرتي سبعة تعادلات مع الترجي منها ثلاثة متتالية في سباق البطولة... وهو ما قد يعجّل برحيله أيضا عن الفريق الذي لم يعد يتحمل المزيد من الخيبات خاصة بعد أن فرط في لقبين (كأس تونس وبطولة شمال افريقيا) في ظرف أسابيع معدودة وحتى عرض البطولة أصبح مهددا بعد أن تقلص الفارق الى نقطتين فحسب عن النادي الافريقي. «الشروق» نزلت الى الشارع ورصدت آراء أحباء الاحمر والأصفر فكانت كالتالي: هشام حفيان: مصلحة المنتخب والترجي تقتضي رحيل البنزرتي... «أنا من أحباء الترجي ولكن المصلحة العامة تقتضي الآن أن يتخلى فوزي البنزرتي عن مهمته صلب الترجي والالتحاق فورا بالمنتخب الوطني وينطلق في اعداد فريق يشرف كرة القدم التونسية في وقت سيختار فيه الترجي مدربا آخر تتوفر فيه الشروط الضرورية وأهمّها الكفاءة سواء من داخل تونس أو خارجها». أنور حمدي: رحيل البنزرتي ومعلول هو البديل... «بدا واضحا أن المدرب فوزي البنزرتي فقد التركيز بسبب هذه الازدواجية في مهمته المعقدة بين المنتخب والترجي لذلك أفضل رحيله عن فريقنا حتى تستقيم نتائجه من جديد أما البديل فأظن أن نبيل معلول هو الأجدر لخلافة البنزرتي». رياض البزداح: الكنزاري لخلافة البنزرتي «أنا من باب السويقة وقد لاحظت التشتت الذهني الذي رافق المدرب فوزي البنزرتي طيلة المدّة الماضية وهو ما أدّى الى تراجع نتائج الفريق وإن مبدأ الاستمرارية الفنية يفرض آليا ان يخلف الكنزاري المدرب فوزي البنزرتي فهو يعرف كل اللاعبين وقريبا جدا منهم وأرفض تغيير الاطار الفني خلال الموسم الرياضي لأن ذلك قد يعود بالوبال على الفريق». لطفي بالحاج: معلول أفضل بديل «شخصيا كنت أرفض مبدأ تغيير الاطار الفني ولكن النتائج السلبية قد تعجل برحيل المدرب فوزي البنزرتي خاصة إذا تشبث الفريق الوطني بخدمات هذا المدرب وهو ما قد يجعل فريقنا مجبرا على التخلي عن خدماته وأظن أن نبيل معلول أفضل بديل لفوزي البنزرتي». بشير بن ابراهيم: تأجيل قرار الرحيل «شخصيا أعتقد أن الأزمة الحالية في صلب الترجي أعمق من تغيير المدرب فوزي البنزرتي فالفريق يفتقد الى أبرز عناصره وهو ما أثر على المردود العام للفريق وتسبب في الانسحاب من الكأس ثم التعادل أمام أمل حمام سوسة لذلك ينبغي تأجيل قرار التخلي عن البنزرتي لفترة أطول». ياسين جلاصي: فوزي كفء ولكن... «لا مجال للتشكيك في كفاءة المدرب فوزي البنزرتي فهو أفضل مدرب محلّي على الاطلاق ولكنه اصطدم بصعوبة التوفيق بين مهمته في الترجي والفريق الوطني لذلك أرى أنه من الأفضل اعادة النظر في هذه الازدواجية مع ضرورة المحافظة على خدمات السيد فوزي البنزرتي صلب الترجي».