دمشق - واشنطن - القدسالمحتلة (وكالات) وجهت دمشق أمس تهديدا للاحتلال الإسرائيلي باتخاذ رد قوي اذا ما أقدمت تل أبيب على شن عدوان على سوريا مؤكدة أن الاسرائيليين «كالأطفال» لا يعرفون ماذا يفعلون وهم يعبثون بالمنطقة في وقت حذرت واشنطن من حدة التلاسن بين سوريا واسرائيل داعية الطرفين الى عدم تعقيد مسار المفاوضات. فقد وصف الرئيس السوري بشار الأسد القادة السياسيين الحاليين في اسرائيل بأنهم «كالأطفال يتعاركون ويتخاصمون مع بعضهم ويعبثون بالمنطقة». وأضاف الأسد في تصريحات للصحفي الأمريكي سيمور هيرش أن «الاسرائيليين لا يمكن ان يتوقعوا أنني سأمنحهم السلام الذي يتوقعونه مؤكدا أن «الشيء الوحيد الذي يستطيع حماية اسرائيل هو السلام ولا شيء آخر .. ليس بمقدور اي عدد الطائرات أو الأسلحة حماية اسرائيل». تحذيرات وقال الأسد ان وقوف الأمريكيين الى جانب الاسرائيليين هو «الوضع التقليدي» مضيفا «نحن لا نتوقع منهم أن يكونوا حياديين في المستقبل القريب، لذا بمقدورنا التعامل مع هذا الأمر ولكن الرؤية لا تبدو واضحة على الجانب الأمريكي بشأن ما يريدون حقا ان يحدث في الشرق الأوسط. وفي أول رد فعل رسمي سوري على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي للتطرف أفيغدور ليبرمان التي هدد فيها بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في اي حرب قد تندلع في المستقبل قال رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري «من يستفز سوريا لن يكون مسرورا». وقد سعى مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد ساعات من تصريحات ليبرمان الى تخفيف حدة النبرة وقال ان نتنياهو تحدث الى وزير خارجيته في موضوع سوريا وطالب نتنياهو كافة وزراء حكومته بالامتناع عن اطلاق تصريحات تتعلق بسوريا بعد ما قاله ليبرمان. وطلب نتنياهو من سكرتير حكومته تسيفي هاورزير الاتصال هاتفيا بكافة الوزراء وابلاغهم طلبه. واصدر نتنياهو بيانا للاعلام قال فيه انه اتفق مع ليبرمان على ان وجهة نظر اسرائيل للسلام ولمفاوضات سياسية مع سوريا من دون شروط مسبقة، لكن بموازاة ذلك ستستمر اسرائيل في العمل باصرار وحزم مع كافة التهديدات التي تواجهها». لكن مقربين من نتنياهو أكدوا انه رغم هذا البيان فان رئيس حكومة الاحتلال يؤيد وزير خارجيته في كل ما قاله. واشنطن على الخط في الأثناء اعلنت الخارجية الأمريكية انها ستتحرك بشكل سريع لاعادة المفاوضات على «المسار السوري-الاسرائيلي» لانهاء حالة التلاسن بين سوريا واسرائيل. ودعت واشنطن كل الأطراف الى «ضبط النفس، وعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها أن تزيد صعوبة المفاوضات». وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان واشنطن تعمل بجد لاعادة استئناف مفاوضات السلام فورا على كل المسارات بما في ذلك المسار السوري-الاسرائيلي. وأكدت الوزارة انه مازالت هناك قضايا عالقة محل قلق مع السوريين وان السفير الأمريكي الجديد روبرت فورد سيبدأ فور التصديق على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ بحث هذه القضايا.