لقي أكثر من 60 عراقيا مصرعهم وأصيب 150 آخرون بجروح في هجمات مسلحة استهدفت أمس مواكب الزائرين الشيعة لمدينة كربلاء، فيما حذّر القيادي طارق الهاشمي من فوضى داخلية وانتفاضة شعبية على حكومة نوري المالكي في حال لم تقبل بقرار الهيئة التمييزية القاضية بمشاركة نحو 500 كيان سياسي وقع استبعادها مؤخرا من الانتخابات البرلمانية. وأكدت مصادر أمنية وشهود عيان ان 31 شخصا قتلوا وجرح 70 آخرون في تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة «قنطرة السلام» شرق كربلاء استهدفت مواكب زوار أربعينية الإمام الحسين بن علي. وأضافت ان نحو 30 شخصا قضوا وجرح أكثر من 30 عراقيا جراء سقوط ثلاث قذائف صاروخية على جميع الزائرين في منطقة «باب طويريج» بمدينة كربلاء. في المقابل، عزت الشرطة العراقية الهجوم الثاني الى سيارة مفخخة. ويعتبر هذان التفجيران حلقة من حلقات الهجمات المسلحة التي جدت خلال الاسبوعين الماضيين في مؤشر على مدى الاختراق الامني الذي تعاني منه سلطة المالكي. ويتولى أكثر من 30 ألفا من أفراد الجيش والشرطة تأمين الحماية للزوار فضلا عن مشاركة الطيران الأمريكي في الخطة الامنية. وفي تطور أمني آخر سقط عدد من القتلى والجرحى مساء أمس في مواجهات بين نزلاء سجن الرصافة وقوات الامن وذلك بعد احتجاجات نظمها السجناء على ظروف اعتقالهم. تنبيه في هذه الاثناء نبّه نائب ما يسمى بالرئيس العراقي طارق الهاشمي الى اندلاع الفوضى الشعبية في البلاد ما لم تحترم سلطة المالكي قرار محكمة التمييز بتعليق الحظر على المرشحين السياسيين الى ما بعد انتخابات مارس القادم. وقال الهاشمي انه اذا اعتبر العراقيون الانتخابات غير شرعية فإن ذلك سيؤدي الى العنف، مضيفا ان الشعور بالمرارة قد يتحول الى غضب... ولا أعرف عواقب ذلك ولكنها قد تكون خطيرة فعلا... وأكد ان دولا أجنبية من بينها الولاياتالمتحدة لن تعترف بنتيجة الانتخابات، مشيرا الى أنه ناقش هذا الموضوع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدين. وقضت ما تسمى ب«محكمة التمييز» بأن المرشحين الذين منعتهم «لجنة المساءلة والعدالة» يمكنهم خوض الانتخابات التشريعية المقبلة على أن يردّوا على طعونات اللجنة. استنفار وفي سياق متّصل استنفرت القوى الشيعية قواها للحيلولة دون مشاركة 500 كيان سياسي مستبعد. فقد أعلن علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية أن تأجيل تطبيق قانون المساءلة والعدالة لما بعد الانتخابات «غير قانوني» و«غير دستوري». بدوره زعم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ان القرار خيانة للشعب ولدماء العراقيين، معتبرا إياه وصمة عار على جبين الحكومة العراقية، حسب ادعائه. من جهته، شجب رئيس وزراء المنطقة الخضراء نوري المالكي تدخل السفير الأمريكي في الانتخابات التشريعية، زاعما انه سيعمل جاهدا على منع المستبعدين من المشاركة في الانتخابات. وقال المالكي : «لا نسمح للسفير الامريكي كريستوفر هيل بتجاوز مهامه الديبلوماسية» على حد ادعائه. وأضاف: «أن الهيئة السياسية اطلعت على الاتصالات التي أجريتها مع الجهات المعنية لضمان اجراء انتخابات «شفافة» و«نزيهة». ودعت حكومة المنطقة الخضراء أول أمس الى عقد جلسة خاصة للبرلمان لمناقشة قرار الهيئة التمييزية.