ارتفعت أمس حصيلة التفجير الذي هز الليلة قبل الماضية حي المنصور غربي بغداد الى 9 قتلى وعشرات الجرحى وهو ما ينبئ بانفجار أكبر للوضع الامني مع اقتراب الانتخابات في نهاية جانفي المقبل... وفي سياق هذا الانفجار الامني، سجلت هجمات واسعة من النجف الى الموصل استهدفت قوات الاحتلال والمتعاونين من العراقيين بينما واصل الامريكيون حملة القتل والاعتقال العشوائي في مناطق عراقية مختلفة. وقد استخدم صهريج غاز في التفجير الهائل الذي وقع الليلة قبل الماضية بتوقيت بغداد على مقربة من مقرات البعثات الديبلوماسية والمغربية في حي المنصور وغير بعيد عن مقر لحزب أحمد الجلبي وعن موقع للحرس الوطني العراقي... انفجار عام وأسفر الهجوم الذي ذكرت مصادر عراقية أنه «انتحاري»، عن مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص وجرح أكثر من 20 معظمهم مصابون بحروق من الدرجة الاولى وفق مصادر طبية عراقية. وينتمي 7 من القتلى الى عائلة واحدة، وقد لقوا حتفهم جميعا إثر انهيار المنزل الذي كانوا يقيمون بداخله. وقال أحمد مشتاق الجبوري مالك المنزل المدمر انه كان قد كلف الضحايا بأن يقيموا في المنزل في غيابه للاعتناء به وحراسته. وألحق الانفجار الضخم الذي أدى الى تشكل كرة ضخمة من النار في سماء حي المنصور أضرارا جسيمة بعدد من المباني والمنازل القريبة من مقرات السفارات الاردنية والليبية والمغربية. واحترقت سيارة تابعة للسفارة المغربية بينما التهمت النيران سيارتين على الاقل بجوار السفارة الليبية. ولم يكن بوسع المصادر الامنية العراقية أن تحدد بدقة هدف الهجوم الذي بدت مخلفاته شبيهة بمخلفات الزلازل. وفي حادثة أخرى، قتل أمس جنود الاحتلال الامريكي عراقيا كان يقود سيارته قرب مطار «المثنى» العسكري الذي أصبح يضم قاعدة أمريكية في القسم الغربي من بغداد بدعوى أنه رفض أمرا بالتوقف. وكان جنود أمريكيون قد داهموا أول أمس منزل عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ موفق مظفر الدوري بحي العامرية غربي بغداد أيضا وقتلوه بالرصاص بطريقة وحشية مع أنه لم يبد أي مقاومة ولم يكن يحمل أي سلاح أثناء المداهمة. وفي منطقة التاجي على مسافة 20 كيلومترا تقريبا الى الشمال من بغداد قتل مسلحون صباح عضو بالمجلس البلدي المحلي وأحد أقاربه وتمكنوا من الهرب بعد الهجوم. وفي منطقة بلد شمالي بغداد كذلك هاجم مسلحون دورية للشرطة وجرحوا أحد أفرادها فيما أصيب عنصران من الحرس الوطني المتعاون مع الامريكيين خلال اشتباك مع مقاتلين بسامراء. وفي الضلوعية قرب سامراء فجرت أمس المقاومة سيارة مفخخة في قافلة أمريكية مما أدى إلى جرح عدد من الجنود. وشهدت الرمادي بدورها هجوما مماثلا على قافلة أمريكية. وجرح في الاشتباك 3 مدنيين حسب الشرطة المحلية. ولقى أمس مترجم عراقي يعمل مع القوات الامريكية مصرعه كما قتلت معه زوجته في كمين بقرية «أبو هزاع» جنوبي الموصل. وفي الموصل نفسها واصلت القوات الامريكية حملة اعتقالات واسعة أفضت الى احتجاز عشرات العراقيين منذ العملية الفدائية التي قتل فيها حوالي 20 عسكريا أمريكيا الثلاثاء الماضي. وانفجرت أمس في الموصل أيضا عبوة ناسفة في حافلة كانت قد نقلت عددا من أفراد الحرس الوطني الى قاعدة لهم بالمنطقة، مما أدى الى اشتعالها بالكامل ومقتل سائقها أو خطفه من قبل منفذي الهجوم. وفي هجوم منفصل أصيب عدد من أفراد الحرس الوطني. وفجر أمس رجال المقاومة سيارة مفخخة في قافلة عسكرية أمريكية في بيجي بين الموصل وتكريت مما أدى الى إصابة عدد من جنود الاحتلال. ونجا أمس محافظ محافظة ديالى عبد الله الجبوري من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة أدى الى إصابة 4 من حراسه. والى الجنوب من بغداد انفجرت أمس سيارة مفخخة بين النجف وكربلاء لدى مرور قافلة أمريكية في مستوى بلدة «خان النصّ». وأدى الانفجار حسب مصادر طبية الى مقتل 5 عراقيين على الاقل.