ساعدت العيادات الطبية للإقلاع عن التدخين حوالي 3500 مدخن على تطليق السيجارة نهائيا وذلك على امتداد 4 أشهر من العمل (بداية من سبتمبر) وبذلك بلغ العدد الجملي للمنقطعين عن التدخين حوالي 10 آلاف طوال سنة 2009 بعد الإعلان عنها سنة وطنية لمكافحة التدخين.. وقال السيد منجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة إن عدد هذه العيادات يبلغ اليوم 126 عيادة بكامل أنحاء البلاد بعد أن كانت قبل سنة لا تتجاوز 21 عيادة، ويشرف على كل عيادة طبيب مختص تم تكوينهم في الغرض بالتعاون مع الأساتذة الجامعيين بكليات الطب منذ فيفري 2009 وشرعوا في العمل منذ سبتمبر 2009 وحققوا نتائج هامة إلى حدّ الآن. مجانا أكد الدكتور عبد اللطيف شابو (رئيس قسم بمستشفى الأمراض الصدرية بأريانة وكاتب عام الرابطة التونسية لمقاومة الأمراض الصدرية) أن العيادات المذكورة تقدم خدماتها (التشخيص والدواء لمدة 8 أسابيع) مجانا لعدة فئات من المدخنين، وهم المصابون بأمراض مزمنة يزيد في تفاقمها أو يتسبب فيها التدخين وكذلك النساء الحوامل والمشتغلون ببعض المهن الخصوصية إضافة إلى الحاصلين على بطاقات العلاج المجاني (البيضاء).. وقد تحملت الدولة أكثر من مليار من مليماتنا لشراء هذه الأدوية، أما بقية المدخنين فيحصلون على العلاج بهذه العيادات مجانا لكن يتحملون نفقات الدواء اللازم على مدى 8 أسابيع وهو إما اللصاقات المعوّضة للنيكوتين (100د) أو الأقراص (300د). وإضافة إلى العيادات، تم خلال 2009 تكوين حوالي 2000 طبيب في مختلف الاختصاصات في مجال الاقلاع عن التدخين ودعوتهم إلى مساعدة مرضاهم المدخنين (مهما كانت طبيعة أمراضهم) على التوجه نحو العيادات الخاصة بالاقلاع وتقديم النصائح اللازمة لهم. أهداف تهدف الخطة الوطنية لمقاومة التدخين إلى التخفيض من عدد المدخنين التونسيين من 35٪ حاليا (من مجمل عدد السكان) إلى 25٪ بعد 5 سنوات، وذلك بمعدل 2٪ كل سنة. وذكر الدكتور عبد اللطيف شابو أن ما تحقق من نتائج خلال سنة 2009 وخاصة خلال 4 أشهر فقط من عمل عيادات الاقلاع سيمثل حافزا لمزيد دعم الخطة من الناحية الطبية.. حيث سيتواصل على حدّ قوله تكوين الأطباء خلال 2010 (75 طبيبا إضافيا) وهو ما سيرفع من عدد العيادات من 125 حاليا إلى 250 في موفى 2010 وهو ما قد يساعد حوالي 15 ألف مدخن إضافي على الإقلاع عن العادة السيئة. وسيقع خلال السنة الجارية استهداف فئات خاصة مثل الشباب والنساء خاصة الحوامل.. واعتبر السيد منجي الحمروني أن العيادات لوحدها لا تكفي إذ لا بدّ من تواصل الدور التحسيسي للاعلام ولمكونات المجتمع المدني خاصة بعد انخراط 200 جمعية مختلفة في الميثاق الوطني لمكافحة التدخين إضافة إلى الدور التحسيسي بوزارة الصحة العمومية.. فقد أثبتت التجربة أن أكثر من نصف المدخنين ينقطعون عنه تلقائيا (أي دون عيادة طبية) وذلك بعد الاستماع للحملات التحسيسية. فاضل الطياشي هل يصبح باعة السجائر مُقيّدين؟ تونس (الشروق): من المنتظر أن يصدر خلال الفترة القادمة القانون الجديد لمكافحة التدخين ليؤكد النصوص الاخرى الصادرة الى حد الآن. كما سيشمل مقتضيات جديدة خاصة بأماكن بيع التبغ وبطرق البيع... ويذكر أن وزارة الصحة اقترحت أن يحتوي القانون على منع بيعه بجانب المؤسسات التربوية وعلى من سنّهم دون 18 عاما وعلى منع البيع بالتجزئة (بالسيجارة الواحدة)، إضافة الى اقتراحات أخرى... فهل سيقع إدراجها بالقانون الجديد؟ وحول مسألة الترفيع أقصى ما يمكن في السعر لإجبار البعض على الانقطاع، قال أحد المختصين أن هذا الحل غير مطروح اليوم في تونس لأنه سيؤدي حتما الى تقوية نشاط تهريب السجائر من دول مجاورة سعر السجائر فيها منخفض كما يؤدي أيضا الى التشجيع على صناعة التقليد التي تبيع بأسعار منخفضة ولكنها تعتمد على مواد مضرّة جدا بالصحة، وسيضطر المدخن للاقبال عليها حتما... لذلك فإن الترفيع في السعر يقتضي تحصين حدودنا من التهريب ومراقبة صناعة التقليد والاتفاق مع الدول القريبة على العمل بالاسعار نفسها... فاضل لا تراجع عن منع التدخين بالمقاهي والمطاعم بداية من مارس: مساعدات مادية لتهيئة المقاهي... تونس (الشروق): أكد السيد منجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الاساسية أن 19 مارس 2010 سيكون يوم انطلاق تطبيق إجراء منع التدخين في المقاهي والمطاعم بلا تراجع... وقال إنه تم الشروع في إعداد الأعوان المكلفين بمراقبة تطبيق هذا الاجراء بالتعاون بين وزارتي الداخلية والصحة، وسيكون الاعوان محلّفين على هذه أداة المهمة وعلى معاقبة المخالفين (25د للمدخن في البداية و40د عند العود و500د للمقهى أو المطعم المخالف) ويمكن خلاص الخطية على عين المكان أو لدى القباضة المالية. ومن جهته ذكر السيد هيثم مڤنم منسق برنامج 2009 لمقاومة التدخين أن ما ضبطه الامر الصادر في 19 سبتمبر 2009 تم بالاتفاق مع ممثلي المهنيين (الغرف الوطنية والجهوية)، كما تواصلت اللقاءات معهم (آخرها الاسبوع الماضي) لوضع كل أسباب نجاح هذا التمشّي... وستكون هناك لقاءات دورية خلال هذا الشهر بكامل الجمهورية لمزيد تحسيس المهنيين وتوعيتهم ولمساعدتهم على حل الصعوبات المادية التي ستعترضهم عند تهيئة المقاهي وذلك من خلال تسهيل حصولهم على قروض بنكية بامتيازات خاصة ومنح وإعفاءات جبائية لشراء التجهيزات وتقسيم المقاهي الى مكان للمدخنين وآخر لغير المدخنين.