تونس 19 أوت 2010 (وات)- تتواصل الجهود الوطنية لمكافحة التدخين وحملات التوعية والتحسيس بالمخاطر الناجمة عن هذه الافة واستهداف الشباب والمراهقين بوجه خاص على اعتبار أنهم أكثر الفئات المهددة. وتركز المصالح المعنية بوزارة الصحة العمومية انشطتها التحسيسية على النرجيلة /الشيشة/ التى يتزايد الاقبال على تدخينها بشكل لافت خلال سهرات شهر الصيام، وتسليط الضوء على مخاطرها الحقيقية لا سيما وان الكثير من مدخنيها يعتقدون انها اقل ضررا من السيجارة. والحقيقة ان تدخين /شيشة/ واحدة اي ما يعادل 30 غرام من التبغ يعادل 40 سيجارة. ومما يزيد فى خطورتها ان تدخينها يتم فى حيز زمني قصير مقارنة بعلبة السجائر. وتؤكد المصادر الطبية على ان هذه الافة تسبب العديد من الامراض منها سرطانات الرئة والحنجرة والشفتين والفم والبلعوم والجلطة القلبية والدماغية وامراض العجز الجنسي والعقم فضلا عن مخاطر الاصابة بالعدوى الميكروبية بين المدخنين عند الاستخدام الجماعي للشيشة. وياتي تنظيم هذه الحملة امتداد لمبادرة رئيس الدولة اعلان سنة 2009 سنة مكافحة التدخين وكذلك سنة 2010 سنة مكافحة السرطان والعديد من التظاهرات التى انتظمت بالمناسبة على المستويين الوطني والجهوي للمساعدة على الاقلاع على التدخين ونشر ثقافة التوقي والكشف المبكر عن الاصابات السرطانية لدى الجميع. وقد شملت برامج وزارة الصحة العمومية بالخصوص احداث عيادات لمساعدة المدخنين على التخلي على السيجارة من خلال تركيز 250 عيادة موزعة على كامل جهات البلاد، وتكوين عدد من الاطباء فى هذا المجال وتوفير المعوض النيكوتوني وتامين علاج الادمان مجانا الى جانب اصدار قانون منع التدخين بالاماكن العامة والمقاهي وتحجير بيع السجائر مجزاة وللاطفال وامام الموءسسات التربوية. وفى ما يتعلق بجهود مكافحة السرطان تم منذ بداية سنة 2010 وضع خطة لتفعيل المقاربة الوقائية من خلال دعم الكشف المبكر وتكثيف التكوين المستمر للاطارات الطبية فى مجالات الوقاية وتحسين النفاذ الى خدمات التوقي والعلاج ودعم المؤسسات الصحية بالموارد البشرية والتجهيزات المتطورة للكشف والعلاج. كما تضمنت هذه الاجراءات تكثيف الانشطة التحسيسية بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وحث النساء على اكتساب سلوك وقائي فى المجال فضلا عن التكفل العلاجي الملائم للمرضى وتطوير العلاج التلطيفي بهدف التخفيف من معاناة مرضى السرطان من خلال دعم التكوين المختص واحداث وحدة العلاج التلطيفي لمرضى السرطان بمعهد صالح عزيز وتوفير كل اصناف الادوية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية فى هذا النوع من العلاجات وتيسير الحصول عليها. ويضطلع المجتمع المدني والنسيج الجمعياتي بدور محوري فى إنجاح مجمل المبادرات الوطنية فى مجال مقاومة التدخين ومكافحة الامراض السرطانية ونشر ثقافة التوقي من هذه المخاطر والتشجيع على اتباع سلوكات صحية سليمة. وتعزز المشهد الجمعياتي خلال الفترة الاخيرة بمولود جديد هو جمعية /سيدة/ لمقاومة الامراض السرطانية والتى تتراسها السيدة ليلى بن علي. وهي ترمي بالخصوص الى معاضدة جهود معالجة الامراض السراطانية فى تونس. وفى برنامج هذه الجمعية الفتية انجاز معهد مقاومة السرطان سيحمل اسم / الزهراوي/ سيكون خير سند لمعهد صالح عزيز بالعاصمة فى مجال علاج الامراض السرطانية.