صدر له في المدة الأخيرة كتاب جديد يقع في 120 صفحة من الحجم المتوسط في غلاف جميل رسم صورته الفنان عبد الرحمان بالحشين ويحمل عنوان «فيض الوجدان» عن منشورات «مرآة الوسط» وهو يعتبر ثامن كتاب للكاتب محمود الحرشاني. ويتضمن هذا الاصدار الأخير مجموعة من الفصول والمقالات في الأدب والسياسة سبق للكاتب أن نشرها في الصحف التونسية (الشروق والصريح و...) والمجلات العربية مثل (العربي) و(الفيصل) و(المجلة العربية). وقد استهل المؤلف محمود الحرشاني كتابه بمقال حول الاحتفال بمئوية أبي القاسم الشابي ليبرز مكانة هذا الشاعر وريادته في المدونة الشعرية وأهمية هذا الاحتفال (مائوية الشابي) التي تمت في السنة الماضية 2009 ليتطرق إلى جوانب هامة من شعر الشابي. كما خصّص الكاتب لموضوع حوار الحضارات والأديان مقالا سبق أن نشره بمجلة العربي تناول فيه أهمية تلاقح الحضارات والأديان في بناء شخصية الانسان المتوازنة كما نطالع مقالا حول الاعلام والحضارات والأديان وهو موضوع الندوة التي نظمتها جريدة «الحرية» بحضور نخبة من رجال الثقافة والمفكرين من تونس والوطن العربي واهتم المؤلف بموضوع انتشار الكتاب الثقافي بين الوعاءين الورقي والإلكتروني ليبرز ما تعرض له الكتاب الورقي من منافسة باتت اليوم شرسة من الوسائط الاتصالية الحديثة. أما الجانب السياسي في هذا الكتاب فقد اهتم فيه الكاتب بمضامين البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي (2009 2014) ويستعرض في مقال آخر النجاحات التي حققتها البلاد التونسية خلال العشرينية المنقضية بقيادة الرئيس بن علي وهو ما عزّز مكانة تونس اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وفي مقال آخر يكتب المؤلف «لأجل هذا سأختار الرئيس بن علي» ليتحدث عن شعوره كمواطن وإعلامي تونسي ودواعي اختياره للرئيس بن علي ليواصل قيادة تونس للفترة ما بين (2009 و2014). ولا يخلو الكتاب من مقالات وجدانية فنجد محمود الحرشاني يتحدث عن علاقته بالاذاعة والصحافة. كما يتحدث عن حضور الصحافة الجهوية في وسائل الاعلام الوطنية ويخصّص للأديبين الراحلين محمد الصالح الجابري ومحسن البواب فصلين تفوح منهما رائحة الوفاء والتقدير لعطاء الرجلين. إلى جانب مقالات أخرى كثيرة يتضمنها الكتاب مثل الحديث عن وظيفة التربية في زمن التحولات وتطور نظم التعليم العالي في العالم العربي. كما تضمن الكتاب فصلين هامين يتحدثان عن «ولاة في تاريخ تونس» أبرز فيهما أسماء رجالات سجل لهم التاريخ أسماءهم لما تميزوا به من اسهامات فعلية في بناء العديد من الجهات التونسية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحتى تربويا. محمد صالح غانمي محمود الحرشاني هو مؤسّس مجلة «مرآة الوسط» التي ما تزال تصدر إلى اليوم وكذلك مجلة «براعم الوسط» للأطفال.