محمود الحرشاني الصحفي الاديب أو الاديب الصحفي... والحقيقة أن الحرشاني شكل لنفسه صورة الصحفي في المشهد الثقافي التونسي، لأن مجلة «مرآة الوسط» التي ناهزت ثلث قرن من الصدور وباستمرار طبعا، رفعت اسم صاحبها الى الاجواء، ولكن الاهتمام المتأخر بإصدار كتب جمع فيها المقالات والحوارات مع شخصيات ثقافية ورموز ابداعية مزجت الصحافة بالادب... وخير مثال على ما أقول كتابه: «بين الادب والسياسة».. هذا الكتاب ضم مقالات صحفية وخواطر ابداعية ونقدية عابرة ونبشا في التاريخ، ومذكرات للمؤلف، وختم الكتاب بكتابات بعضهم عن محمود الحرشاني.. في الكتاب تسجيل لأحداث مثل الاحتفال بعيد الجمهورية والانتخابات الرئاسية، وهناك ذكر لرموز ثقافية مثل الاستاذ منجي الشملي، وعبدا لقادر بن الحاج نصر... يقول المؤلف في التمهيد: «يسعدني أن أقدم للقراء، هذا الكتاب الجديد الذي جمعت فيه مجموعة من المقالات والابحاث التي كتبتها ونشرتها بالصحافة التونسية والعربية خلال السنوات الثلاث الاخيرة (أي بين 2005-2008) ويردف بالقول: «وقد حاولت أن أعالج في هذه المقالات جملة من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية وأبدي فيها رأيي بصراحة»... ان كتاب محمود الحرشاني: «بين الادب والسياسة» هو لوحة شاملة لمحاور مختلفة، ونصوص متنوعة، لا تنتظم في خيط، ولا تتوالى في سلسلة، انما هي تمثل حديقة ذات ورود ملونة، وأثمار متعددة تلجها فتتعدد الرؤى وتتنوع الاطياف، فيكون الكتاب لصاحبه الأديب الصحفي أو الصحفي الاديب. ان هذا الكتاب يمثل تأكيدا نمطا للانتاج الثقافي، ولونا للكتابة، وتجربة لا تضاهيها الا ما كتبه محمود الحرشاني.