«الحرية» هو عنوان أغنية جديدة للمطربة أمينة فاخت كلمات الشاعر الصغير أولاد أحمد، وتلحين أمينة (مبروك الصنعة الجديدة). هذه الأغنية تتحدث عن سجناء «أبو غريب» وما لحقهم من أذى جراء التعذيب والاعتداءات الوحشية التي سلطت عليهم من قبل جيش الاحتلال الأمريكي. «النية طيبة» لكن السؤال هو متى كان لأمينة مثل هذه الاهتمامات، فنحن لم نعرف لها مواقف من هذا القبيل. ولو فرضنا جدلا ان أمينة فاخت تعيش حالة من عودة الوعي وارتفعت عندها درجة الحس القومي وهذا طبيعي ويمكن ان يحدث، ألم يكن من الافضل والأولى بها ان تعبّر عن هذا الشعور الانساني وهذا التضامن مع أبناء وطنها في المقام الاول. ألم يكن حريا بها ان تتنازل عن بعض شروطها، وان تتسامح مع بعض المهرجانات الصغرى التي تطالبهم بدفع 25 ألف دينار و22 ألف دينار، وهي مبالغ تمثل أكثر من نصف ميزانية بعض المهرجانات التي أرادت برمجة عرض أمينة مثل بوقرنين وبلاريجيا والتي اضطرت الى الغاء العرض أمام المطالب المجحفة للمطربة. أليس هذا تناقضا فالفنان الملتزم بالقضايا القومية والمتضامن مع المستضعفين في الارض لا يقوده الفكر التجاري ويراعي الظروف المالية للأطراف التي يتعامل معها... أما اذا كانت أغنية «أبو غريب» من باب ركوب الموجة والمتاجرة بالقضايا وبآلام الناس، فهذا مرفوض ويتناقض مع أخلاقيات الفن الحقيقي. ثم اذا كان الالتزام مطلوبا لدى الفنان فإنه لا يجوز مثلا ان تدرج أغنية عن سجناء «أبو غريب» ضمن برنامج غنائي يتراوح بين «ع الجبين عصابة» و»راني مضام»...