ألم تك أرضي التي قد وعدت وكنت كتابي وكنت بهاء الحروف إذا ما رماني عذابي وكنت شفيف الورق وكنت مهادي إذا ما ابتلاني سهادي وكنت المدى والأفق وكنت انبثاق اليقين إذا أربكتني الظنون وكنت انبلاج الفلق وكنت الذي حين وزعت النغمات على عندليب اللغات حروف الصفير ورفّ الحرير وقبرة في نخيل الفرات وكنت الذي حين بسّطت الأرض ما بين ماء وماء وأوحي للطين حتى يكون تفاصيل روحي وبدء القرون ألم تك تبحث حين بعثت عن التابعين ومن يصطفيك؟ ومن ذا اصطفاك؟ وكل كنت إلا صفية روحك؟ وهل غير وردي أبان لك الحق إنّا اشتبهنا شبّهت الكائنات تشبّه نور بظلّه وحنّت للأرض ألوانها وأنت الذي ليس يشبهه الأوّلون ولا من أتى في ربيع الجنون ففيك من النور ما ليس فيه وفيك من الخمر ما لا يكون وفيك من الطلّ ما لم يصره وفيك من السرو أعلى الغصون سلام عليك سلام على الأرض إما تثنت وأغفت وئيدا على راحتيك سلام على الوقت ينأى ويدنو ويرسو ذلولا علي حاجبيك سلام علينا حللنا حلولا وأنت مفاصلنا من جواها سلام على فلك لم نزره يصير بقيعا ويذوي طلولا سلام علينا شربنا الضّباب فصرنا الاياب وصرنا الرحيلا سلام علي أحط خطافا فتمسي ضفافا وأغدو خمائلك والأصيلا سلام عليك تصير ملاكا سلام علينا هنا وهناك وهذا سلام لكي لا تقولا أتاها سلامي فلم تنتظرني ولم تؤوني في رباها قليلا ولم تدر أني رحلت إليك وحمت عليك فلم أدرك في رباك مقيلا..