تونس بوابة نشر الدين الاسلامي نحو أوروبا منها توجه طارق بن زياد نحو بلاد الإسبان لنشر الإسلام.... هذا الحدث التاريخي لم يكن وليد صدفة فتونس اختزلت أحداثا عديدة فحضاراتها موغلة في القدم تعود الى نحو ما يزيد عن 12 ألف سنة... بموقعها الممتاز واللافت للنظر ظلت تونس قبلة عديد الشعوب حتى الحفريات دلت على وجود الانسان منذ مئات آلاف السنين... حيث استقر فيها الإنسان البدائي ونعم بخصوبة أراضيها وموقعها المطل على البحر واعتدال طقسها... أسلافنا اللوبيون بنوا حضارة مزدهرة وأستطاعوا مقارعة الفراعنة ووصلوا الى ضفاف النيل ونظرا لقوتها وازدهارها شرع الفرعون في إبرام الصلح معهم... ولو عدنا الى ما يزيد عن 12 ألف سنة فقدتم العثور على حضارة مزدهرة في تونس ونظرا لعدم وجود أدلة فقد تم تسميتها بالحضارة العاترية لأنها وجدت ببئر العاتر... وقد تلتها حضارات أخرى اتسمت كل منا بخاصيات فلقد شهدت الحضارة الوهرانية والحضارة القبعية قبل قدوم الفنييقيين الذين أسسوا حضارة مزدهرة وعظيمة وتعتبر من أقوى الحضارات عبر التاريخ.... والملفت للنظر أنه لما كانت الشعوب تعيش الحياة الهامشية في عديد المناطق في العالم كانت تونس عكس ذلك وهو ما يبرزه التاريخ وما تدل عليه الحفريات... ودون السقوط في المغالات فإن حضارتنا أقدم من عديد الحضارات التي تتباها بها الشعوب حاليا... مؤرخو الغرب في الوقت الراهن أطلقوا على قرطاجنيويورك القديمة وهي جملة تختزل معان لا تحصى... قارع شعبها البحر وتحدى أعمدة هرقل وتميز بالتطور والتحضر عكس ما ذهبت اليه الكتابات الإغريقية أولا لأن تونس في ذلك العصر رفضت الخضوع الى هيمنة الاغريق وثانيا فقد الحقت بالرومان شر الهزائم ورغم محاولتهم تشويه الحضارة القوية فإن الحفريات نفت تلك الأكاذيب فشعبها قاوم الإغريق وقاوم الاحتلال الروماني. لتكون تونس بوابة نشر الدين الإسلامي الذي انطلق نحو بلاد الإسبان فقد تكاثفت القبائل البربرية والعرب الفاتحون لبلاد المغرب وتوجهت لإيصال دين الحق بقيادة القائد الحربي طارق بن زياد... والزائر الى تونس قد ينبهر بما تزخر به من زخرفة وتكون بعديد المواقع الأثرية عبر الحقبات المتلاحقة، فمن أول عمارة شيدت في التاريخ بجهة مكثر من ولاية سليانة والتي كانت تسمى بالدلامين الى قصور مطماطة والقلاع المحصنة... والمسابح الرومانية... والمساجد بأنماطها المختلفة في التشييد والزخرفة... والكنائس التي لا تزال شاهدة على أن تونس هي بلد التسامح وتلاقي الحضارات. وقد يحق لنا القول أن تونس بتسمياتها المتعددة عبر التاريخ (ترشيش وتونيك وتونك) نهاية الى التسمية الحالية هي بلد ضارب في عمق التاريخ يختزل حضارات لا تزال شاهدة على علو كعبها منذ عشرات آلاف السنين.