في الوقت الذي كانت فيه عديد الشعوب تعيش الحياة البدائية كانت تونس تحتضن حضارات متعاقبة تشهد الحفريات على ذلك فمنذ الاف سنين مرت حضارات عدة العاترية والوهرانية والقبصية والقرطاجية والرومانية والوندالية نهاية إلى الإسلامية... ويروي التاريخ أن الإنسان البدائي في تونس روّض الحيوان وكان من الأوائل الذي نظم قطاع الرعي.. كانت هذه أولى البوادر لأن تكون تونس من أهم البلدان التي تختزل حضارات متعاقبة... والزائر لتونس يلاحظها تتشكل في صورة لوحة فسيفسائية للآثار المتناثرة في كامل ربوع البلاد من شمالها إلى جنوبها. فقصر غيلان يقف شامخا وسط الصحراء يزيد من بهاء المكان والمسابح الرومانية بقفصة تدل على أن السكان عاشوا الحاضرة لآلاف سنين خلت... وفي الوسط نجد جامع عقبة بن نافع وبالتحديد في ولاية القيروان يزيد من روعة المكان ويحتضن الأزقة القديمة التي تحكي عن موروث إسلامي انتشر هناك ليكون بوابة للدخول ومزيد الانتشار في أوروبا.. نمر إلى الشمال الغربي الذي يروي حضارات قديمة ازدهرت فالعمارات التي شيدها السكان البدائيون في منطقة مكثر من ولاية سليانة تؤكد ذلك وما يزيد في تحضر الشعوب اللاحقة الآثار الموجودة بقرية جامة (زامة القديمة) المتاخمة لمدينة سليانة إذ شهدت المعركة الأخيرة بين القرطاجيين والرومان. الآثار والحفريات تدل ودون مغالاة أن تونس اختزلت حضارات لا تضاهيها أخرى في العالم لتروي للأجيال اللاحقة أنه من الفخر أن يعتز المنتمي إليها بتونسته فقد كانت حاضرة في التاريخ منذ ما يزيد عن 12 ألف سنة ولا تزال كذلك وستظل. عبد السلام المسراني المصادر: تونس عبر التاريخ جزء 1 و2 و3