بعد خيبة الموسم الفارط ونزول الفريق الى الرابطة الثانية وما خلّفته من مرارة لدى أحباء القناوية والشارع الرياضي بالجهة، عادت منذ انطلاقة هذا الموسم اجواء الفرحة الى مركّب الشتيوي وبدأ الحديث يتضخّم من جولة الى أخرى حول الوجه الممتاز الذي ظهر به الفريق في ظل النتائج الايجابية والانتصارات المتتالية التي حققها الى حد الآن والتي جعلته يقطع مسافة هامة في اتجاه تحقيق هدف الصعود والعودة الى بطولة الأضواء. يحتل مستقبل المرسى الى حدود الجولة الثالثة من مرحلة الإياب المرتبة الأولى برصيد 39 نقطة بفارق 8 نقاط عن صاحب المرتبة الثانية الملعب القابسي و10 نقاط كاملة عن صاحب المرتبة الثالثة مستقبل قابس، وحقق الفريق خلال 16 مباراة أجراها من مشوار البطولة 13 انتصارا 7 منها خارج القواعد بينما انقاد الى ثلاث هزائم خارج الديار ضد الملعب القابسي ومستقبل قابس وهلال مساكن، بينما لم يعرف أبناء المرسى الهزيمة على ميدانهم كما لم يعرف الفريق طعم التعادل في اي لقاء. الهجوم بامتياز يحتل ابناء المرسى الى حدود الجولة الفارطة طليعة الترتيب بأفضل خط هجوم حيث سجّل الفريق 26 هدفا متقدّما على صاحب المرتبة الثانية ب 6 أهداف ويعتبر الطوغولي «الونوفو بكّار» هدّاف الفريق بتسجيله 5 أهداف كاملة يليه الثنائي بلال بن مسعود وحمادي الجريدي برصيد 3 أهداف في حين توزّعت بقية الأهداف كالآتي: هدفان: سفيان موسى نزار العمري محمد التواتي وليد قدّاش ديدي ليبري. هدف واحد: الشريف كشريد زياد العروسي كونان أسّو. عنصر الانضباط رغم طبيعة المنافسة في الرابطة الثانية وما تحتاجه من اندفاع بدني كبير قد سجّل فريق المرسى رقما إيجابيا في عدد الورقات الصفراء التي تحصّل عليها اللاعبون مقارنة بالموسم الفارط والأكثر من ذلك ان الفريق لم يتحصل الى الآن على اي ورقة حمراء وهو ما يفسّر قيمة العمل الكبير للمسؤولين والإطار الفني واتجاه فرض عنصر الانضباط والتقيّد بالضوابط القانونية المعمول بها في صلب الجمعية. بقية المشوار مازال في مشوار البطولة 10 جولات كاملة سينتقل فيها الفريق خارج الديار في 6 مناسبات ضد: جمعية جربة النادي القربي اتحاد بن قردان أولمبيك الكاف جريدة توزر الأهلي الماطري. ويستقبل بقية المباريات على ميدانه حيث سيواجه: الملعب القابسي مكارم المهدية مستقبل قابس الملعب الافريقي لمنزل بورقيبة. «الشروق» جمعت كل هذه الارقام والاحصائيات وتوجهت بها الى المسؤولين والأحباء لتستطلع آراءهم حول مسيرة فريقهم الى حدّ الآن فكان التحقيق التالي: ماذا يقولون قبل تحقيق الحلم؟ السيد منتصر المحرزي (رئيس الجمعية): «قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن مسألة الصعود قبل عشر جولات عن نهاية الموسم خاصة وأنه تنتظرنا في بقية المشوار مواجهات صعبة سيشتد فيها التنافس مع فرق تلعب لأجل الصعود وأخرى تبحث عن فرص لتفادي النزول وبالتالي فإن جميع العناصر مطالبة الآن بمزيد العمل والتركيز الى آخر جولة في البطولة ومع ذلك يمكن القول ان فريقنا حقق الى حدّ الآن المطلوب منه بعد سلسلة ايجابية من النتائج جعلته يتصدّر طليعة الترتيب برصيد مريح من النقاط سنحاول دون شك ان ندعّمها في بقية المقابلات. أعتقد اننا قطعنا اكثر من نصف المسافة في اتجاه تحقيق الهدف المنشود الذي رسمناه لأنفسنا منذ ان تسلمنا المقاليد الادارية للفريق حيث حرصنا منذ انطلاق التحضيرات في الصائفة الفارطة على تركيز أسس صلبة لفريق قوي متماسك يمكن له ان يحقق أحلام جماهيره وسعينا بثبات لإدخال التعديلات الضرورية والقيام بالانتدابات اللازمة ثم حرصنا من جهة أخرى على مباشرة بعض الاصلاحات الضرورية على المستوى الاداري من حيث تعصير أساليب العمل وفق نظم مستحدثة وتقسيم الأدوار بين أعضاء نثق في كفاءتهم وتعلّقهم بالجمعية، الأكيد انه في ظل المجهودات الكبيرة التي بذلناها في هذا المجال فإنه مازال امامنا المزيد من العمل الذي يجب ان نقوم به خاصة وأننا وضعنا من البداية استراتيجية عمل واضحة سنحاول ان نأتي على كل تفاصيلها من اجل بناء دعائم قوية لفريق المستقبل والقطع نهائيا مع عشوائية التسيير التي اضرّت بالجمعية وحالت دونها وتحقيق النجاحات التي تضمنها عراقة وأمجاد المرسى». كمال الشبلي (مدرب): «رغم ان انطلاقة الموسم كانت صعبة في ظل بعض الصعوبات على مستوى النتائج فقد استطعنا بفضل تكامل الأدوار بين الهيئة المديرة التي قدّمت التضحيات وحرصت على مزيد الاحاطة والاقتراب اكثر من اللاعبين وبين مجهود بقية الاطراف من إطار فني ولاعبين والأكيد ان النتائج وحدها يمكن ان تتكلّم حيث يحتل فريقنا الآن صدارة الترتيب بفارق مطمئن من النقاط بالاضافة الى اننا الأفضل على مستوى الهجوم والدفاع هذا دون ان ننسى طبعا تألقنا في سباق الكأس بمرورنا الى الدور ربع النهائي وإزاحتنا لفرق من الرابطة الاولى على غرار مستقبل القصرين والنجم الساحلي. من جهتي انا مرتاح البال للمسيرة التي تحققت الى حد الآن والأهم من ذلك اني في قمة الارتياح للمردود الجماعي للفريق حيث اقترنت النتائج الايجابية بحسن الأداء. الأكيد اننا سنواصل العمل بأكثر جدية في اتجاه تحقيق الهدف المنشود والعودة الى بطولة الأضواء، نحن نعلم ان المرحلة المقبلة ستكون صعبة وتنتظرنا مواجهات حاسمة ضد فرق معنية بدورها بالصعود، لكن مع ذلك فثقتي كبيرة في عزيمة وإصرار ابنائي وسنحاول ان نستغل طبيعة الاجواء الطيبة التي تعيشها «الڤناوية» ونواصل التألق وندعّم فارق النقاط بيننا وبين بقية الملاحقين المهم بالنسبة لي ان يضع اللاعبون في اعتبارهم ان لاشيء تحقق الى الآن والمطلوب هو مزيد العمل والتركيز الى الامتار الأخيرة في مشوار البطولة». حسين بن حسين (رئيس فرع الأكابر): «منذ ان تسلّمنا المقاليد الإدارية للفريق في بداية الموسم كنا نعلم ان المسؤولية ستكون ثقيلة في ظل ظروف صعبة أحاطت بالفريق وتلتها حملة تشكيك رافقت مجهود الهيئة المديرة وعمل الأطار الفني ومع ذلك فقد اجتهدنا كل من موقعه وبما هو متوفّر من إمكانيات في تركيز دعائم فريق قوي ومتماسك باستطاعته المراهنة بقوة من اجل الصعود والعودة في اسرع وقت الى قسم النخبة. رافع الجزيري (محبّ): عمل كبير للمدرب الشبلي «الى حد الآن يمكن القول ان الفريق قد حقق النتائج المنتظرة بتصدّره طليعة الترتيب وبفارق مريح من النقاط وهذا اعتراف دون شك بقيمة المجهودات الكبيرة التي بذلتها الهيئة المديرة في سبيل إعداد فريق قوي ومتجانس رغم المشاكل المادية التي أتى على ذكرها المسؤولون في وسائل الاعلام. أعتقد ان النتائج والأرقام المسجلة تكفي للاعتراف بقيمة العمل الذي قام به المدرب كمال الشبلي رغم حملة التشكيك في بداية الموسم وأظن ان فريقنا الآن أضحى على الطريق الصحيحة وهو سائر في اتجاه تحقيق الهدف المنشود والعودة الى الرابطة الأولى المهم هو ان يواصل اللاعبون العمل بأكثر جدية وتركيز ويتجنّبوا ما حصل للملعب القابسي الموسم الفارط». أحمد عمارة (محبّ): استفدنا من أخطاء الماضي «النتائج الايجابية التي حققها فريقنا منذ انطلاقة الموسم أعادت أجواء الفرحة الى مركّب الشتيوي وأنستنا ما تجرّعناه الموسم الفارط من مرارة بعد نزولنا الى الرابطة الثانية وفي موسم كنا ننتظر ان يكون استثنائيا باعتباره قد تزامن مع سبعينية الفريق . المهم اننا تجاوزنا تلك الفترة القاتمة وعرفت الهيئة المديرة الجديدة كيف تبني على انقاض الماضي . نحن الآن على بعد خطوات قليلة من الصعود والمطلوب الآن هو مزيد التركيز وتجنّب الغرور ونلعب بنفس العزيمة والإصرار الى آخر جولة من الموسم». جمال بن سعد (محبّ): مزيد التركيز والعمل «لابدّ قبل كل شيء من الإشادة بقيمة العمل الكبير الذي قامت به الهيئة المديرة منذ ان تسلّمت المقاليد الادارية للفريق وأعتقد انه رغم المشاكل المادية الكبيرة فقد استطاعت كسب التحدي وتركيز فريق قوي ومتماسك بما توفّر من امكانيات وانتداب إطار فني مقتدر. والنتيجة الآن ان فريقنا يحتل المرتبة الأولى بأسبقية مريحة على بقية الملاحقين لكن مع ذلك يبقى الحذر واجبا والتركيز امر مطلوب الى آخر محطة في مشوار البطولة ثم يأتي بعد ذلك وقت للتفكير في مستقبل الفريق حتى لا تتكرر أخطاء الماضي وتكون عودتنا الى الرابطة الأولى دون رجعة». علي الطرابلسي (محب): أسباب النجاح متوفّرة «مؤكد ان تألق فريقنا في مشوار البطولة والكأس قد أثلج صدورنا وأنسانا خيبة الموسم الماضي وما تجرّعناه من مرارة النزول الى الرابطة الثانية، اعتقد ان الهيئة الجديدة برئاسة السيد منتصر المحرزي وبقية الأعضاء قد استفادت من أخطاء الماضي واستطاعت في وقت قياسي ان تضع أسسا صلبة للفريق بفضل العمل الدؤوب وحسن التأطير ونتمنى ان يكون التخطيط للمستقبل مبنيا على أسس صحيحة حتى لا تتكرر الخيبات ونضمن لفريقنا الاستقرار في الرابطة الاولى بعد ان ننجح في تحقيق كل ما لدينا من دعم معنوي ومؤازرة حتى يتحقق الهدف المنشود ونطلب من اللاعبين في المقابل ان يكونوا في المستوى ولا يخذلونا.. وكما رأيتم فإن هذه الجماهير لم يقتصر حضورها على العاصمة فقط بل اصبحنا نتنقل مع الفريق الى كل الملاعب وهذا دليل على تعلقّنا بجمعيتنا». عفيف المرواني (محبّ): «رغم حملة التشكيك التي رافقت الفريق في بداية الموسم من قبل فئة قليلة من الجماهير التي انتقدت بشدة المردود الجماعي للاعبين في بعض المقابلات ولم تكن راضية حتى على الانتصارات التي حققوها فقد نجحت المجموعة في إثبات العكس وبرهنت من خلال النتائج الحاصلة والأسبقية المريحة من النقاط على بقية الملاحقين، ان هدف الصعود قد بدأ يتجسّم فعليا ونحن على بعد 10 جولات عن نهاية الموسم في الوقت الحالي يجب ان نلتفّ أكثر حول فريقنا ونكون له خير سند ونطلب في المقابل من اللاعبين التركيز اكثر واللعب بحذر مع حسن التصرف في بقية المقابلات حتى نحافظ على فارق النقاط بيننا وبقية المتراهنين ونكون بالتالي في مأمن من مفاجأة قد تحدث مثلما حصل الموسم الفارط مع الملعب القابسي الذي كانت تكفيه نقطة فقط لتحقيق الصعود لكنه عجز عنها وتبخّرت كل أحلامه».