قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد انه سيبقى خارج الحملة الانتخابية الرئاسية وانه لن يشارك في اجتماع الحزب الجمهوري المقبل. وبرّر رامسفيلد اعلانه هذا بأن بلاده في حالة حرب حاليا لكن الارجح ان «فضيحة أبو غريب» كانت السبب الرئيسي وراء «اقصائه» من الحملة الانتخابية، وفق ما يراه عديد المراقبين. وكان رامسفيلد قد بدا وكأنه قد توارى تماما عن الانظار بعد بضعة اسابيع من «تفجّر» «فضيحة أبو غريب» التي احدثت ازمة عميقة في الادارة الامريكية حتى ان مراقبين لم يستبعدوا ان يكون الرئيس الامريكي جورج بوش قد تخلى عن وزيره دفاعه اصلا خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية. «اقصاء» رامسفيلد وفي اول ظهور له بعد غياب استمر عدّة اسابيع اعلن رامسفيلد الليلة قبل الماضية انه لن يشارك في الحملة الانتخابية الرئاسية الامريكية. وقال رامسفيلد في مؤتمر صحفي عقده ب «البنتاغون» انه سيبقى خارج الحملة الرئاسية وانه لن يشارك في مؤتمر الحزب الجمهوري المقبل. وأضاف «ان الرئيس جورج بوش طلب مني عندما تسلمت مهامي وكذلك من وزير الخارجية كولن باول البقاء خارج «السياسة الداخلية»، وهذا ما قمنا به». وأشار رامسفيلد الى أنه لن يشارك هو وباول في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيعقد ما بين 30 أوت والثاني من سبتمبر القادمين في نيويورك للاعلان رسميا عن ترشيح بوش لخوض الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية. وأضاف «إنه موقف الرئيس وأنا موافق على ذلك». وبرّر رالمسفيلد بقاءه خارج الحملة الرئاسية لبوش بقوله ان بلاده في حالة حرب في الوقت الحالي مضيفا «يجب ان نهتم بالاشياء الجدية»، يجب ان نواصل التركيز على هدفنا الذي يتمثل في الدفاع عن الشعب الامريكي ضد ما وصفه ب «الارهاب». لكن عديد المراقبين لا يوافقون رامسفيلد في تبريره هذا ويرون ان فضيحة أبو غريب هي التي كانت على الارجح وراء «اقصائه» من الحملة الرئاسية لجورج بوش. «نذير... شؤم» وينظر مراقبون الى رامسفيلد في الواقع على انه «متورط» في تلك الاهانات وعمليات التعذيب التي لحقت بالسجناء العراقيين في معتقل «أبو غريب» والتي تناقلتها مختلف المحطات التلفزية في العالم. وكان رمسفيلد قد اعترف بدوره عن مسؤوليته الكاملة في فضيحة «أبو غريب» وقدّم اعتذارات في محاولة منه لتلطيف الاجواء مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية. لكن الواضح ان الاجواء ازدادات «سخونة» على وقع انتهاكات «أبو غريب» التي لا تزال تداعياتها «تتفاعل» من يوم لاخر والتي جعلت من رامسفيلد شخصا غير مرغوب فيه في الوسط الامريكي. وعلى هذه الخلفية تحديدا باتت الادارة الامريكية تتصرّف مع رامسفيلد اليوم وكأنه شخص «منبوذ» وطالبته ب «الاحتجاب» خشية أن يكون ظهوره «نذير شؤم» على الرئيس جورج بوش في الانتخابات القادمة، وفق ما يقوله مراقبون