طالب الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية أنطوني زيني بالاطاحة بعدد من «الرؤوس» في الادارة الأمريكية فيما كشفت مصادر مطلعة عن وجود قرار شبه نهائي في ادارة بوش لاقالة رامسفيلد في القريب العاجل بسبب فضحية تعذيب السجناء العراقيين. وفي ضوء اتساع حجم وتداعيات هذه الفضيحة تزايدت المطالبات في واشنطن بمحاكمة كبار العسكرييين الأمريكيين خصوصا بعد الكشف عن «تورط» القيادة العسكرية في أعمال التعذيب بسجن «أبوغريب». وذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن هنالك قرارا شبه نهائي في صلب الادارة الأمريكية لإقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من منصبه في القريب العاجل وتعيين نائبه الحالي بول وولفويتز أو السفير الأمريكي في برلين دانييل كوتس خلفا له على ضوء تفجّر أزمة تعذيب السجناء العراقيين. وأشار تقرير أمريكي نقلا عن هذه المصادر أنه من المحتمل أن يضغط بوش على رامسفيلد لتقديم استقالته قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم ليحسن من صورته أمام الرأي العام الأمريكي الذي يحمّل قسم كبير منه رامسفيلد المسؤولية في فضيحة «أبوغريب». لكن التقرير أشار الى أن بوش قد يضحي ببعض «الرؤوس» الأخري في الادارة الأمريكية للخروج من «ورطته» في العراق. **الاطاحة ببعض «الرؤوس» ولم يستبعد التقرير ذاته أن يكون وزير الخارجية كولن باول ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جورج تينيت من بين المسؤولين الذين قد يقيلهم بوش قبل الانتخابات بسبب إساءة معاملة السجناء العراقيين. وعلى هذه الخلفية أساسا «انضمّ» أنطوني زيني الجنرال المتقاعد والرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية الى «التيار» المطالب بالاطاحة ببعض «الرؤوس» في الادارة الأمريكية.. وقال زيني الذي اتهم «البنتاغون» بالفشل في العراق دون أن يعدد الاسماء «هناك من أفسد الأمر.. وعلى هذا المستوى وفي هذه المرحلة يجب أن يكون واضحا بالنسبة الى الجميع أنهم أفسدوا الأمر في العراق».. ويجب ان يطاح برؤسهم لهذا السبب.. هذا ما يشغلني». وأضاف زيني الذي تولى رئاسة القيادة المركزية الامريكية من عاعم وحتى عام ان التخطيط لحرب العراق والفترة التي أعقبتها كان خاطئا من البداية.. ولم يشر زيني بالاسم الى رامسفيلد لكنه استطرد قائلا : «اذا كنت وزيرا للدفاع فأنت مسؤولا عن كل هذا.. اذا كنت مسؤول عن هذا التخطيط وقد توليت المسؤولية عن الاعمال الاخرى غير العسكرية وغير الامنية السياسية.. اذا فأنت تتحمّل المسؤولية في ما حدث». وتابع زيني «إن القوت قد حان لتغيير «الخطة» في العتراق والمسار الحالي يقودنا الى «شلالات نياغرا». **محاكمة كبار المسؤولين وفي ضوء اتساع حجم وتداعيات فضيحة تعذيب الاسرى العراقيين في سجن أبو غريب تزايدت الدعوات داخل مجلس الشيوخ الامريكي بالخصوص لإحالة كبار العسكريين الامريكيين امام المحكمة العسكرية. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تصريح قناة «فوكس» الامريكية «آمل في اجراء المزيد من المحاكمات امام المحكمة العسكرية وفي ان لا تقتصر هذه المحاكمات على الجنود فحسب». وفي ردها على سؤال في هذا الصدد قالت هيلاري كيلنتون، عضو مجلس الشيوخ الامريكي انها تتوقع بشكل أكيد «المزيد من الملاحقات امام المحاكم العسكرية ضد العسكريين الامريكيين من ذوي الرتب العالية». وتابعت تقول «اعتقد ان ذلك ليس مهما بالنسبة الى الجيش الامريكي فحسب وانما ايضا بالنسبة للولايات المتحدة بأكملها...» وتأتي هذه الدعوات خصوصا بعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الامريكية أشارت فيه السبت الماضي الى أنه من المرجح ان يكون ريكاردو سانشيز قائد القوات البرية «للتحالف» في العراق قد حضر عمليات الاستجواب في سجن «أبو غريب» حين جرت التجاوزات بحق معتقلين عراقيين. السناتور الجمهوري بات روبرتس امس الاول انه سيشعر بالاحباط في حال ثبوت هذا الامر. وكان سانشيز اعلن الاسبوع قبل الماضي امام لجنة في ملجس الشيوخ الامريكي انه يتحمل المسؤولية الكاملة في ما حدث بسجن «أبو غريب» لكنه نفى علمه السبق بهذه التجاوزات.