قلل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد من ظهوره العلني، إذ خلافا للعادة حين كان يعطي تقارير يومية في البنتاغون عن الحرب على العراق فإنه لم يظهر سوى مرتين في مؤتمرات البنتاغون الصحفية منذ شهر ماي الماضي. وعزت مصادر أمريكية مطلعة ذلك إلى تحول الحرب على العراق إلى نقطة سلبية ومسؤولية ضمنية ضد الرئيس الأمريكي جورج بوش في حملته الانتخابية. وقالت هذه المصادر أن البيت الأبيض الذي ينسق ظهور كبار المسؤولين الأمريكيين على شبكات التلفزيون الأمريكية في عروضها يوم الأحد من كل أسبوع لم يضع رامسفيلد في أية مقابلة تلفزيونية طيلة أشهر. لكن هذا لم يحل دون إجراء رامسفيلد 19 مقابلة تلفزيونية وإذاعية مع وسائل إعلام محلية أو شبكات فضائية مؤيدة لموقف البيت الأبيض. وطبقا لما يقوله محللون فإن ارتباط رامسفيلد الوثيق بالحرب على العراق باعتباره أحد أبرز مخططيها وفضيحة تعذيب الأسرى العراقيين في سجن «أبو غريب» قد أثرت على نسبة تأييد مكانته وأدائه في عمليات الاستطلاع. وكانت هذه النسبة التي كانت عقب الحرب مباشرة وصلت إلى 71 بالمائة قد هبطت الآن إلى 46 بالمائة. ونقلت صحيفة لوس أنجيليس تايمز عن أحد كبار زعماء الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي قوله أن رامسفيلد «لم يعد نجم الروك». وقد رفض مسؤولون في البنتاغون هذا التأكيد وقالوا أن البيت الأبيض سعى إلى تحويل اهتمام العالم إلى الزعماء السياسيين العراقيين وعلى السفير الأمريكي في العراق جون نغروبونتي بعد نقل السلطة الى حكومة عراقية مؤقتة في 28 جوان الماضي. وقال الناطق باسم البنتاغون، إريك راف أنه «مع نقل السلطة في العراق وإقامة سفارة أمريكية هناك فإن القيادة العراقية المحلية وقيادة وزارة الخارجية الأمريكية يتصلون في الغالب مع الجمهور». واضاف راف «إن الوضع قد تحول عما كان قد بدأ بصورة أساسية كمسؤولية أساسية لوزارة الدفاع. إننا نخرج عندما نحتاج إلى ذلك.»