مرّة أخرى يضرب طلبة ورشة الإعلام الرياضي موعدا مع أحد الوجوه الرياضية البارزة، هذه المرة حل المدرب القدير مراد محجوب مدرب الشبيبة القيروانية ضيفا. اللقاء كان ممتازا وغابت فيه الأقنعة والقفازات، وتمكن طلبة الأستاذ الصادق التواتي من تدعيم رصيدهم التكويني. عبّر الضيف عن فخره بتدريب فريق عاصمة الأغالبة، وقال في هذا الصدد إن تدريب فريق يعج بالمواهب حكمت عليه الأقدار في وقت ما بتوديع قسم النخبة لمدة غير قصيرة يعد تجربة فريدة ذلك أنني وخلال مشواري التدريبي أشرفت على تدريب رباعي الكبار والمنتخب وأشرفت على الإدارة الفنية. وعن الأهداف المرسومة ذكر محجوب أن الهدف الأساسي هو ضمان البقاء بالتوازي مع بناء فريق عتيد يقطع في قادم المواسم مع اللعب من أجل تفادي النزول وأعتقد أننا بالنسبة للهدف الأول سائرون وبخطى ثابتة. لكن ما يشغل بالي فعلا هو أنه لدينا فريق «ساذج» تسهل مغالطته وهذا لا يرجع إلى أسباب فنية بقدر ما يتعلق أساسا بفقدان التركيز وهذا العائق بتوالي المباريات سنتجاوزه. أما عن المباراة المنتظرة مع النادي الإفريقي فقال محجوب: «صحيح أنه على الورق الأفارقة لهم الأسبقية خاصة إذا ما قارنا لاعبي الفريقين إلا أنه لكل مباراة حقيقتها وللشبيبة إمكانية «مغالطةس الإفريقي وتكبيده الهزيمة». أعددت دراسة لتطوير كرة القدم في تونس فكان مآلها درج مكتب خالد صانشو. عند التحدث عن واقع كرة القدم التونسية وتقييم مشاركة المنتخب في «كان أنغولا» ذكر محجوب أن «الخيبة» لا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل أوزارها فقط للمدرب فوزي البنزرتي رغم أنه كان «ديبلوماسيا» في تحديد القائمة (5 لاعبين من الترجي ومثلهم من الإفريقي والنجم) وخيبة المنتخب ترجع إلى ضعف الهياكل الرياضية وانعدام خطط العمل من خلال غياب الإدارة الفنية التي يظل دورها أساسيا ولا يمكن الاستغناد عنه، كما أن الهياكل في حال تغيرها تنعدم الاستمرارية مما جعلنا ندور في حلقة مفرغة. واستشهد في هذا السياق بدراسة قام بأعدادها هو شخصيا للنهوض بكرة القدم التونسية إلا أن هذه الدراسة «قبرت» في درج مكتب خالد صانشو رئيس الجامعة آنذاك. «كما أن التخطيط الخاطئ المنتهج حاليا من خلال دعم الفرق الكبرى على حساب الصغرى، يجعلنا لا نأمل خيرا، فكلّ ناد من الرباعي التقليدي له على الأقل 6 نقاط مجانية على مستوى الترتيب وذلك على حساب مجهودات الفرق الصغرى». والحل حسب رأي مراد محجوب تأهيل شامل يمر عبر تفعيل الادارة الفنية ودعم الاندية الصغرى التي يتم «السطو» على لاعبيها الشبان من قبل بعض المسؤولين، والأهم ان يوضع سلّم الاجور يستجيب لميزانية الأندية الذي من شأنه وضع حد للمزايدات على اللاعبين، إذ لا يعقل للاعب ان يتقاضى 500 دينار ولاعب آخر 10 آلاف دينار ونطالبهما ان يكونا على نفس المستوى البدني والذهني، نقطة أخرى تحدّث عنها الضيف هي استحالة أن يقوم أي ناد باللعب على التتويج وانشاء مركز لتكوين الشبان، لأن الأمرين يتطلبّان مجهودا جبّارا وأموالا طائلة. والحال ان الاندية الكبرى في تونس تسارع الى انتداب لاعبين من أندية الصفّ الثاني وتهمّش أولئك اللاعبين الذين مرّوا من مركز تكوين الشبان. أحلى الذكريات ختام هذا اللقاء كان بسؤال مراد محجوب وقبل أن يشد الرحال الى القيروان عن سرّ تلك النهاية الغامضة لعلاقته مع الأسود والأبيض والاشكال الذي أسال حبرا كثيرا مع رئيسه صلاح الدين الزحاف آنذاك فذكر أن مروره ذات موسم بعاصمة الجنوب من أحلى الذكريات، كان يمني النفس خلالها أن يودع التدريب بالتتويج برابطة الابطال الافريقية إلا أن القدر أبى ذلك، وعن علاقته بالزحاف قال إنها قائمة على الاحترام المتبادل وقد حدث اشكال بسيط وهو لا يمكن ان يفسد بأي حال من الأحوال للود قضية إذن كان لقاء شيقا جمع طلبة الاعلام الرياضي بالمدرب القدير مراد محجوب، آملين أن تتاح فرصة اللقاء به مجددا.