لم يصمد المدرب الحبيب الماجري سوى جولتين فقط ليسقط بالضربة القاضية ويقرّر الرحيل بعد أن حصل الطلاق بالتراضي خاصة في ظل الضغوطات الكبيرة التي واجهها هذا الفني التي استحال معها مواصلة العمل. الهيئة المديرة التي تتحمّل القسط الأوفر من المسؤولية لما يجري داخل القلعة الخضراء والبيضاء بحثت عن البديل بسرعة ووجدت ضالتها في المدرب سفيان الحيدوسي الذي وقع عليه الاختيار من ضمن قائمة ضمّت 4 أسماء (نورالدين العبيدي وسفيان الحيدوسي ومراد محجوب وكمال الزواغي). الحيدوسي الذي قالت عنه لجنة كرة القدم بأنه رجل المرحلة الجديد باشر مهامه على رأس الشبيبة وأعدّ المجموعة لمباراة النادي الافريقي. كما كانت له جلسة عمل مع رئيس الجمعية وأعضاء لجنة كرة القدم للنظر في برنامج العمل ورسم الأهداف المستقبلية والاستراتيجية الخاصة بالفريق من حيث التكوين واعطاء الفرصة للشبان وكذلك الانتدابات الضرورية. المدرب الجديد للشبيبة أمضى عقدا لمدة موسم مع الأخضر والأبيض وخلال أول مصافحة له مع الفريق أجرت «الشروق» معه الحديث التالي: الشبيبة فريق عريق عن هذه الزيجة والتجربة الجديدة قال الحيدوسي: «الشبيبة فريق كبير ومدرسة عريقة أثثت المشهد الكروي في تونس بفضل ما أنجبته من لاعبين ممتازين استفادت منهم أغلب الأندية التونسية وكذلك المنتخب الوطني.. لذلك فإن تدريب الشبيبة شرف لكل مدرب لأنها محطة هامة يمكن أن تؤثر في مسيرة أيّ فني.. «أنا سعيد بهذه التجربة الجديدة وأتمنى كل التوفيق لي وللشبيبة هذا الموسم.. وأشكر المسؤولين على ثقتهم في شخصي.. وإن شاء اللّه أكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقي.. رغم أنّ النجاح رهين تضافر جهود جميع الأطراف من إدارة واطار فني وطبي وإعلام وجمهور». محجوب شجعني سألنا الحيدوسي إذا كان للمدرب مراد محجوب علاقة بهذه الزيجة نظرا للعلاقة المتميزة جدّا التي تربط المدرب الحالي سفيان الحيدوسي بالمدرب السابق للشبيبة مراد محجوب فقال: «نعم تربطني علاقة طيبة جدا مع المدرب مراد محجوب الذي سبق وأن عملت معه وهو من الكفاءات الكبيرة في تونس، وبحكم اشرافه في الموسم الفارط على الشبيبة فإني لم أتردّد في استشارته والتحدث معه عن الفريق بعد العرض الذي وصلني رسميا من إدارة فريق الأغالبة وقد شجعني محجوب على خوض هذه التجربة. الكرة نتائج قاطعت الحيدوسي وقلت له: لكن الجمهور لا تهمه إلاّ النتائج العاجلة والدليل ما حدث للمدرب الحبيب الماجري بعد جولتين فقط من بداية الموسم.. ألا تخشى أن يحدث لك ما حدث للاطار الفني السابق؟ فأجاب: «بكل تأكيد.. الكرة نتائج.. والرياضة عموما ومهما كان نوعها أصبحت نتائج.. هنالك مصاريف ومداخيل وانتدابات ورواتب مرتفعة وتربصات.. والمحب الذي يدفع من ماله ووقته من حقه أن يطالب بالنتائج ويطالب بالتتويجات.. هذا أمر مشروع.. وإذا غابت النتائج الايجابية فرحيل اللاعب أو المدرب أو المسؤول أمر طبيعي.. لنقلها برحابة صدر من يفشل ولم يقدر على الاصلاح والتعديل وحصد النتائج الطيبة وتحقيق الأهداف المرسومة فعليه أن يترك مكانه لغيره.. لا مساومة مع الانضباط سألت الحيدوسي عن رأيه في مسألة الانضباط بعد أن تفشى التسيّب في الفريق خلال الفترة الأخيرة خاصة وأنّ بعض اللاعبين «المتطاوسين» يعتقدون أنفسهم فوق المحاسبة.. فقال: «خلال مصافحتي الأولى باللاعبين أشرت الى مسألة الانضباط التي أعتبرها نقطة جوهرية في نجاح مسيرة أيّ جمعية وذكرت أنّ من يحيد عن سياسة المجموعة والقانون الداخلي للفريق، فإنه سيجد نفسه «أوت» وسيعرض نفسه لعقوبات صارمة.. كل اللاعبين سواسية عندي لا أفرّق بين أحد منهم إلا بما يقدمه من عرض غزير على المستطيل الأخضر». لا أخشى المجازفة حول الرأي الذي يعتبر أن قبوله تدريب الشبيبة بمثابة المجازفة في هذا الظرف بالذات خاصة في ظل رغبة جماهير الشبيبة في تحقيق النتائج الايجابية وهو ما عجّل برحيل الحبيب الماجري، ابتسم الحيدوسي وأضاف قائلا: «مهمة التدريب تتطلب الشجاعة ورباطة الجأش والثقة بالنفس مع التعاون مع الأطراف الفاعلة، لذلك فإني أعتقد أن المجازفة مطلوبة في بعض الأحيان، ولا بدّ من التأقلم مع الأجواء الموجودة والتعامل بذكاء مع بعض الوضعيات.. أنا أؤمن بالعمل ولا أعترف بالحظ في الكرة.. جئت للشبيبة للمساهمة في انجاح مسيرتها في بطولة الكبار، وإن شاء اللّه سأكسب الرهان والتحدي مع يقيني بوجود بعض الصعوبات والعراقيل ولكن هذه المشاكل موجودة في جميع الأندية بكبيرها وصغيرها، لا وجود لطريق مفروشة بالورود أمام أي مدرب». مزيدا من الصبر مدرب الشبيبة ختم حديثه ل«الشروق» قائلا: «قيمة الأندية وتاريخها وعراقتها في جماهيرها.. لذلك يهمني كثيرا عودة جماهير الأخضر والأبيض لتقديم المساندة المعنوية للفريق.. وإن شاء اللّه وبمزيد من الصبر سنزرع الفرحة والبسمة على شفاههم خلال بقية مشوار البطولة.. فلا خوف على الشبيبة».