تبعد 90 كيلومترا عن تونس العاصمة و7 كيلومترات عن خليج الحمامات وهي مركز معتمدية تابعة لولاية سوسة. وحسب الدراسات فإن هذه المدينة كانت مقاطعة تابعة لباي تونس (الصادق باي) الذي بدوره منحها هديّة لوزيره الأكبر خير الدين باشا مقابل تدخّله لفائدته لدى السلطان العثماني (سنة 1871 ميلاديا) فورث عرش تونس. وعندما غادر خيرالدين تونس الى اسطمبول بعد سنوات قليلة باع هذه المقاطعة الى شركة من مرسيليا (فرنسا) التي اطلقت عليها اسم مدينة النفيضة (Enfidaville). وترى هذه الدراسات ان محاولة السلطات التونسية منع عملية البيع هذه كانت سببا وراء قرار الحكومة الفرنسية وضع الايالة التونسية تحت حمايتها. نمط معماري مختلط بعدها بيعت المقاطعة الىشركة فرنسية افريقية وأصبحت تمتدّ على مساحة 1200 كيلومتر مربّع ممثّلة مستطيلا يربط بين مُدن الحمامات وسوسة والقيروان وزغوان. وعلى هذه المساحة كانت زراعة الحبوب وتربية الماشية والكروم (العنب) والزياتين وبها يتعايش الاوروبيون الى جانب التونسيين. «هنشير فرادة» بشمالها، «أوبنة» القديمة وقصر للباي وفندق وسوق أسبوعية كانت تعرف اقبالا كبيرا. أما في دراسة حديثة فجاء أن اسمها قبل الحماية الفرنسية كان «دار الباي» ثم صار اسمها بالفرنسية (Enfidaville) في عهد الاستعمار وأخيرا سُمّيت بالنفيضة. وكانت مركزا مهما للمعمرين وهذا ما يفسّر نمطها المعماري الهجين إذ يختلط بين الخصائص المحليّة والسمات المستوردة من المدن الفرنسية. ونجد وسط البنايات ذات الطابع الاوروبي التي تحيط بالشارع الرئيسي كنيسة حوّلت الى متحف. فالنفيضة مزدهرة منذ أقدم العصور وهذا ما يفسّر العدد الكبير من المنشآت الريفية الرومانية والبيزنطية. ولقد تم الاحتفاظ بالعديد من الآثار داخل الكنيسة وحدائقها لا سيما البلاطات القبرية الفسيفسائية التي يعود تاريخها الى القرنين الخامس والسادس ميلاديا. هي اليوم مركز فلاحي وصناعي (معمل الاسمنت) وبها اضخم مطار (مطار زين العابدين) وقريبا ميناء المياه العميقة.